للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤٠ - المُعْجِزَاتُ وَأَخْطَاءُ الإِصْلاَحِيِّينَ وَالمُسْتَشْرِقِينَ:

لقد رد بعض المسلمين المعجزات النبوية تأثرًا ببعض الإسرائيليات وأقوال بعض المستشرقين، وحجة هؤلاء جميعًا أن المعجزات لم تثبت بطريق التواتر بل بروايات آحاد، بل زعم درمنجم (*) أنها أساطير (١).

ولقد تجاهل هؤلاء المستشرقون أنهم يؤمنون بمعجزات نبي الله عيسى وهي ثابتة عندهم بطريق روايات الآحاد، والتي كتبت بعد عصر السيد المسيح بعدة قرون، كما أنهم يؤمنون بعقائد لا يفهمها العقل البشري وأهمها الأقانيم الثلاثة وهي أن الله هو الأب وهو الابن نزل في شكل بشر هو السيد المسيح وهو روح القدس.

إنه من الأمور الطبيعية أن يلجأ المستشرقون والمبشرون إلى هذه الوسائل في صراعهم مع الإسلام، ولكن ليس طبيعيًا أبدًا أن يكون دفاع بعض المسلمين عن الإسلام أمام هذا الهجوم هو التسليم بهذه البدعة ومؤداها أن الإسراء والمعراج ورد بروايات غير متواترة أو أن أحاديث الآحاد لا تصلح لإثبات هذه العقائد لأنه بهذا المنطق يستطيع غيرهم أن يرد الحدود الشرعية والعبادات لأنها وردت بطريق أحاديث الآحاد.


(١) " حياة محمد " للدكتور محمد حسين هيكل، و" الأعمال الكاملة " للشيخ محمد عبده: جـ ٥ ص ٣٧.

[تَعْلِيقُ مُعِدِّ الكِتَابِ لِلْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ]:
(*) درمنجم (درمنغهام) Dermenghem، E. مدير مكتبة الجزائر.
آثاره: بمعاونة محمد الفاسي: قصص من فاس، وقصص جديدة من فاس (باريس ٢٨)، وله: " حياة محمد "، وهو خير ما صنفه مستشرق عن النبي، ويرجع إليه -١٩٢٦ علماء المسلمين (باريس ١٩٢٩، والطبعة الثانية ١٩٥٠ وقد نقله إلى العربية الأستاذ عادل زعيتر و " قصص القبيلة " (١٩٤٥)، و " أروع النصوص العربية " (باريس ١٩٥١)، و " تكريم أولياء الإسلام في المغرب " (باريس ١٩٥٤)، و " محمد والسنة الإسلامية " (باريس ١٩٥٥)، و " سيرة الأولياء المسلمين " (الجزائر ١٩٥٦) ... وغيرها. [انظر " معجم أسماء المستشرقين "، يحيى مراد، ص ٥٠٨، الطبعة بدون تاريخ، كتب عربية].

<<  <   >  >>