للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحديث قد روي بصورة مستفيضة عن رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لا يسعنا المجال لذكر إسناده ومصادره. وقد قال السمهودي: «وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة» رَوَوْا حديث الثقلين، وصححه السيوطي في " الجامع الصغير " وقال المناوي في " شرحه ": «قال الهيثمي: " رِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ».

ويكفي أَنَّ " مسلم " قد روى هذا الحديث (١).

وفي الحديث:

١ - يجعل رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أهل بيته صنوًا للقرآن لا يفتران حتى يردا عليه الحوض يوم القيامة.

٢ - ويعتبر التمسك بهما عاصمًا من الضلال.

٣ - ويوصيهم أنْ لا يعلوهما ولا يسبقونها في قول أو في فعل فإنهما أعلم منهم.

وفي بعض ذلك كفاية في عصمة أهل البيت ومرجعيتهم في تبليغ وتبيان حدود الله تعالى وحلاله وحرامه.

• • •

ولا نتردد كثيرًا في معرفة من هم أهل البيت إذا عرفنا أنهم مع القرآن في كل شيء وأنهم لن يفترقوا عن القرآن حتى يردوا على رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - الحوض.

فهم والقرآن صنوان لا يفترقان. وهما يستمران إلى يوم القيامة إلى جنب


(١) أوضحنا في (البند ٢٠) أنه قد ورد أيضًا في الأحاديث النبوية «كِتَابَ اللهِ، وَسُنَّتِي» كما في " الموطأ " و " الترمذي " و " كنز العمال " و " الجامع الصغير " وبالتالي فأهل البيت لا يطاعنون استقلالاً عن السنة النبوية بل من خلالها وأئمة آل البيت لا يزيدون شيئًا على ما ثبت من الحديث النبوي وقد أوضح ذلك شيخنا الآصفي في (البند ٥) بالصفحات التالية.

<<  <   >  >>