للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأرض أعلم من ابن جرير، ولقد طلبته (١) الحنابلة.

وقال حُسَيْنَك التميمي: قال لي ابن خزيمة لما رجعت من الرحلة: سمعت من ابن جرير؟ فقلت لا، وكانت الحنابلة منعت الناس من الدخول إليه، فقال: لو سمعت منه لكان خيراً لك من جميع مَنْ سمعت منه سواه.

وقال أبو علي الطُّوماري: كنت مع أبي بكر بن مجاهد في رمضان فسمع قراءة ابن جرير فقال: ما ظننتُ أن الله تعالى خلق بشراً يُحسن يقرأ هذه القراءة.

قال أحمد بن كامل: توفي ابن جرير في شوال سنة عشر وثلاثمائة، وأخبرني أن مولده كان في أول سنة خمس أو أواخر سنة سبع وعشرين ومائتين (٢)، ولما مات لم يؤذن به أحد واجتمع عليه من لا يحصيهم عدداً إلا الله وصُلِّىَ على قبره عدة شهور ليلاً ونهاراً.

وقال ابن يونس: كان فقيهاً وصنف تصانيف حسنة تدل على سعة علمه.

وقال الذهبي (٣): ثقة صادق فيه تَشَيُّع يسير وموالاة لا تَضُر، أقذع أحمد بن علي السليماني الحافظ فقال: كان يضع للروافض -ثم برأه بلا مستند- فقال: وهذا رَجْم بالظن الكاذب، بل ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتَمَدين وما ندَّعي عصمته من الخطأ، ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى؛ فإن كلام العلماء بعضهم في بعض يبتغي أن نتأنى فيه، ولا سيما في مثل إمام كبير.


(١) في مطبوعة تاريخ بغداد: ظلمته.
(٢) الذي في مطبوعة تاريخ بغداد: أخبرني أن مولده في آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وعشرين وهو الصواب.
(٣) «ميزان الاعتدال»: (٦/ ٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>