للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نظرت في حديث سفيان لأبي عمرو البحيري؟ قلت: والله ما لقيت أبا عمرو، ولا رأيته. فذكرت له ما أَمَمْتُ في ذلك، فتحير، وأثنى علي.

ثم كنت أسأله، وقال لي: أنا إذا ذاكرت اليوم في باب فلابد لي من المطالعة لكبر سني فرأيته في كل ما أُلقىَ عليه بحراً لا يعجزه (١) عنه. وقال لي: اعلم بأن خراسان وما وراء النهر بكل بلدة تاريخ صَنَّفَهُ عالم منها، ووجدت نيسابور مع كثرة العلماء بها والحفاظ لم يصنفوا فيه شيئاً فدعاني ذلك إلى أن أصنف «تاريخ النيسابوريين» فتأملته فلم (٢) يسبقه إلى ذلك أحد.

وصنف لأبي علي بن سَيْمَجُور (٣) كتاباً في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، وأزواجه، ومسنداته، وأحاديثه، وسماه «الإكليل» لم أر أحداً رتب ذلك الترتيب، وكنت أسأله عن الضعفاء الذين نشأوا بعد الثلاثمائة بنيسابور من شيوخ خراسان فكان يُبَيِّن من غير محاباة.

وقال الخطيب (٤): كان من أهل الفضل والعلم والمعرفة والحفظ، وله في علوم الحديث مصنفات عدة، وكان ثقة، ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وأول سماعه سنة ثلاثين وثلاثمائة، وكان يميل إلى التشيع. قال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأُرْموي: جمع أبو عبد الله أحاديث زعم أنها صِحاح على شرط البخاري ومسلم يلزمهما إخراجها في صحيحيهما منها حديث الطائر،


(١) كذا، وفي مطبوعة الإرشاد: يعجز.
(٢) كذا وفي مطبوعة الإرشاد: ولم.
(٣) الكلمة مشتبهة في الأصل، وما أثبتناه من المصدر.
(٤) «تاريخ بغداد»: (٣/ ٥٠٩ - ٥١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>