سمعت الحسين بن محمد بن طاهر الدقاق يقول: لما مات أبو القاسم ابن حبابة أملى ابن دوست في مكانه من جامع المنصور، ومكث سنةً يملي من حفظه، وكان ابن شاهين والمخلِّص إذ ذاك في الأحياء، ثم تكلم محمد بن أبي الفوارس في روايته عن المَطِيري، وطعن عليه.
سمعت أبا القاسم الأزهري يقول: ابن دوست ضعيف، ورأيت كتبه كلها طَرِيَّة، وكان يذكر أن أصوله العُتُق غَرِقَت فاستدرك نَسْخَهَا.
سألت أبا بكر البَرْقاني عن ابن دوست فقال: كان يسردُ الحديث من حفظه، وتكلموا فيه. وقيل إنه كان يكتب الأجزاء ويُتَرِّبُهَا ليظن أنها عُتُق.
حدثني عيسى بن أحمد بن عثمان الهَمَذَاني قال: سمعت حمزة بن محمد بن طاهر يقول: مكث ابن دُوْست سبع عشرة سنة يُمْلي الحديث، وكان إذا سئل عن شيءٍ أملى من حِفْظِهِ في معنى ما سئل عنه.
قال عيسى: وكان ابن دوست فَهْمًا في الحديث (١) عارفاً بالفقه على مذهب مالك، وكان عنده عن إسماعيل الصَّفَّار وحده ملء صندوق سِوَى ما كان عنده عن غيره.
قال: وكان يُذاكر بحضرة أبي الحسن الدارقطني ويتكلم في علم الحديث، فتكلم فيه الدارقطني بذلك السبب.
وكان محمد بن أبي الفوارس ينكر علينا مُضِيَّنًا إليه، وسمَاعَنا منه، ثم جاء بعد ذلك وسمع منه.