للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العائدة لمصلحة (١) العالم الخاص، من البدن، والعالم العام، الخلق، فهو قانون علقوه من الشرائع السالفة (٢) مبدلا، [و ٤٠ أ] ورتبوه مشحونا سخافة وخللا، إذا قرأت لهم منه مسطورا، رأيته متهافتا منكورا، أخبرني الفقيه الطرطوشي (٣)، أخبرني الباجي (٤) أنه كان يوما في باجة (٥) أحمد بن هود (٦) ينتظر إذنه فجالسه ابنه الملقب بالمؤتمن (٧)، وكان يتفلسف وجاذبه ذيل الحديث، فقال له: هل قرأت أدب النفس لأفلاطون؟ قال له الباجي: إنما قرأت أدب النفس لمحمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -. قال القاضي أبو بكر (٨) رضي الله عنه (٩): الذي رأيت لأفلاطون زجر (١٠) النفس، وعني الباجي بقوله: أدب النفس لمحمد، ما تضمنت الشريعة من قرآن وسنة، في هداية السنن، وإيضاح السنن، والقوم كما ذكرنا لكم، إنما رتبوها مسارقة (١١) لقوانين الشرائع، مركبة على الشهوات


(١) د: بمصلحة.
(٢) د: السابقة.
(٣) الطرطوشي: من أعظم الفقهاء المالكية الذين أقاهوا بالإسكندرية تتلمذ على أبي الوليد الباجي الأندلسي وأبي بكر الشاشي، عرف بالزهد والتدين والمعارضة للفاطميين بمصر وألف كتاب "سراج الملوك" لأحد أمرائهم. توفي سنة ٥٢٠ هـ/ ١١٢٦م (العبر، ج٤ ص ٤٨)
(٤) الباجي: سليمان بن خلف أبو الوليد التجيبي القرطبي أصولي فقيه متلكم أخذ عن أبي جعفر السمناني، وأبي ذر الهروي. توفي سنة ٤٧٤ هـ/ ١٠٨٢م (العبر، ج ٣ ص ٢٨٠).
(٥) ج، ز: ناخة.
(٦) أحمد بن سليمان بن محمد بن هود من ملوك الطوائف توفي سنة ٤٧٥هـ/١٠٨٢ م.
(٧) المؤتمن يوسف بن أحمد تولي الملك بعد وفاة أبيه وكان مولعا بالعلوم الرياضية وصنف كتابا سماه "الاستكمال والمناظر" ويبدو أنه هو الذي اختصره موسى بن ميمون في كتابه: تهذيب الاستكمال. توفي سنة ٤٧٨ هـ/ ١٠٨٥ م (الأعلام للزركلي، ج ٩ ص ٣٨٤).
(٨) د: قال أبي.
(٩) د: - رضي الله عنه.
(١٠) ج، ز: رجز: - ويسمى الكتاب أيضا معاذلة النفس نسب إلى أفلاطون ونحل إليه، وأغلب الظن فيما يرى الباحثون أن هذه الرسالة ترجع إلى أثر من آثار الهرمسية، وكاتبها ذو اطلاع على الأفلاطونية المحدثة والغنوصية. وقد نشر هذه الرسالة الدكتور عبد الرحمن بدوي (الأفلاطونية المحدثة عند العرب، القاهرة، ١٩٥٥ م، ص ٥٣).
(١١) ب: مشارقة. ز: كتب على الهامش: عله مساوقة.

<<  <   >  >>