للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأخرى" (١) وهذا نص في أن المفرط حتى يخرج الوقت يصلي، ولكنه يكون مفرطا، وهذا القدر كاف لكم في المسألة. والذي أراه ألا يكلم (٢) قائل هذا إلا بالاستتابة (٣)، أو بالقتل لمخالفة إجماع الأمة. والله أعلم.

[مسألة]

ومن أعظم ما جاء (٤) من التخليط قول ابن حزم: والقرآن كلام الله تعالى وهو علمه، ويعبر بالقرآن، و (٥) بكلام الله عن خمس مسميات يعبر بذلك عن علم الله، وعن المسموع في المحاريب، قال الله (٦): {حتى يسمع كلام الله} [التوبة: ٦] وعن المحفوظ في الصدور، قال الله تعالى (٧): {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} [العنكبوت: ٤٩] وعن المكتوب في الصحف. قال الله تعالى: {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ} [البروج: ٢١] وقال: {فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة} [عبس: ١٦] ونهى عليه السلام عن أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو. وعن المعاني المفهومة من التلاوة. وكل (٨) هذه الأربعة إذا أفردت، وعبر عنها بالصوت والخط - حاشا لله (٩) - فكل ذلك مخلوق. وإذا عبر عن علم الله فهو غير مخلوق، فكل ما وقع من ذكر فرعون، والكفار، والسموات [و ٩٢ ب]، والأرض، في القرآن فكل ذلك مخلوق. وإذا أطلق جملة فهو غير مخلوق. قال الله تعالى: {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا} [الأنعام: ١١٥]، وهذا يدل على أنه غير مخلوق. وقال: {ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم} [يونس: ١٩] فصح يقينا أنه أراد علمه السابق، فعلمه (١٠) هو كلامه وهو غير مخلوق. وقال: {وتمت كلمة ربك} [هود: ١١٩] وقال: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي}


(١) رواه النسائي والترمذي وصححه بلفظ آخر.
(٢) ب، ج، ز: نكلم.
(٣) ب، ج، ز: القتل.
(٤) د: + به.
(٥) ب، ج، ز: - و.
(٦) د: - الله.
(٧) د: - الله تعالى.
(٨) د: فكل.
(٩) د: الله.
(١٠) د: - هو.

<<  <   >  >>