للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما روايتهم أن عمر قال: كرهت أن أحمل فضل عقلك على الناس. فهذه زيادة ليس لها أصل، من ناقص عقل، وأي عقل كان لزياد يزيد به (١) على الناس في أيام (٢) عمر، وغلام (٣) كل واحد من الصحابة (٤) كان أعقل من زياد وأعلم منه؟ ولهذا كل من كمل عقله أكثر من الآخر فهو أولى أن يختلط مع الناس، ويقولون: إنه كان داهية، وهي كلمة واهية الدهاء والأرب هو المعرفة بالمعاني، والاستدلال على العواقب بالمبادئ، وكل أحد من الصحابة والتابعين فوق زياد. وتلك البرودات التي (٥) يروي (٦) المؤرخون من كذبهم في حيل الحرب [و ١٢٤ أ]، والفتك بالناس، كل أحد اليوم يقدر على مثلها وأكثر منها، والحيلة إنما تكون بديعة وتنثي (٧) وتروي إذا وافقت الدين، وأما كل حكاية تخالف الدين، فليس من روايتها ولا في رواتها (٨) خير ولا عقل، وكل الناس كما قدمنا - وخذ من ولاة بني أمية خاصة - أعقل من زياد وأفصح منه. فلا تلتفتوا إلى ما روي من الأباطيل.

[نكتة]

و (٩) الولايات والعزلات لها معان (١٠) وحقائق لا يعلمها كثير من الناس لقد علمتم أن رسول الله (١١) مات عن زهاء اثني عشر ألفا من "الصحابه معلومين، منهم ألفان أو نحوهما مشاهير في الجلالة ولى منهم أبو بكر، سعدا، وأبا عبيدة، ويزيد، وخالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل (١٢)، ونفوا غيرهم فوقهم، وولى أنس بن مالك ابن عشرين سنة على البحرين اقتداء بالنبي (١٣) في


(١) ب، ج، ز: - به.
(٢) ب، ج، ز: زمان.
(٣) ب، ج، ز: - غلام. وفي هامش ب، ز: في نسخة: غلام.
(٤) د: + من.
(٥) ج: - التي.
(٦) ج، ز: تروي.
(٧) ب: تثني. ج، ز: تنأى. د: تنهى. وأغلب الظن أنها: تنثى.
(٨) ب، ج، ز: - ولا في رواتها.
(٩) ب، ج، ز: - و.
(١٠) ب، ج، ز: معاني.
(١١) ب، ج، ز: + صلى الله عليه وسلم.
(١٢) عكرمة بن أبي جهل استشهد في وقعة اليرموك سنة ١٥ هـ/ ٦٣٦ م.
(١٣) ب، ج، ز:+ صلى الله عليه وسلم.

<<  <   >  >>