للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الموقف الثالث]

قالت طائفة لا معلوم إلا المحسوس المدرك من الحواس، أو (١) ما يظهر في النفس ابتداء، مما لا ريبة فيه، كجواز الجائزات، واستحالة المستحيلات، فأما هذه المعارض التي تدعي، ويتعرض لها بالاكتساب، والفكر، في تفاصيل طرقها، حتى تحصل، فليس وراءها طائل، لاختلاطها وتشابهها وعدم الوصول إليها، ومتى رأيت نظارين (٢) اتفقا، أو دليلا (٣) وقف بك على منتهى؟ بل ترجع (٤) عنه (٥) تارة، وتشك أخرى، وهذا مما لا يوثق به، لا (٦) سيما إذا تعارضت الطرق، أو حمل معنى على معنى، ألا ترى أن الحذاء لو حذا نعلا على مثال، ثم حذا على ذلك الثاني، ثالثا، وتمادى كذلك إلى سبعة أمثلة، مثلا (٧)، فإنك إذا ركبت السابع على الأول، [و ١٤ب]، لم تجده على مثاله، وهذا نظر في المحسوسات، ولكنه لما بعد اضطرب، فكيف فيما يخرج عن سبيل الحس.

[عاصمة]

قال القاضي أبو بكر (٨): قال لي أبو علي الحضرمي بالثغر: ليس هذا مذهبا لأحد، وإنما أوردته الملحدة، من (٩) الخرمية (١٠) والباطنية، تشكيكا، وتشغيبا، وإلا فهم مقطوعون في أول كرة، بالطريقة التي افتتح بها العلماء


(١) ج: وما.
(٢) ج: النظرين. ز: نظرين.
(٣) ب، ج، ز: دليلان.
(٤) ب: ترجح.
(٥) ب، ج، ز: - عنه.
(٦) ب: ولاسيما.
(٧) ب، ج، ز: - مثلا.
(٨) د: قال أبي رضي الله عنه.
(٩) ج: - من.
(١٠) ب، ج، ز: الحرمية. د: الخدمية. وصوابه: الخرمية كما أثبتنا.

<<  <   >  >>