للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

علوا أو سفلا (١)، إلا بواسطة الإنسان، فمن يمشي على بطنه، أين علوه؟ وقبل أن يوجد ذلك، ما العلو؟ وما (٢) السفل؟ ولم كان الأول الذي صدرت عنه هذه المعاني في العلو؟ ولم لا يكون محيطا؟ وإن كان محيطا، فلم لم ينزل المطر من جهة الأرجل إلى الرؤوس، ويكون النبات على رأسه، وأصله في رأسه (٣)؟ أجروا ذلك على موجب الطبع، حتى يظهر في أثناء ذلك كل بدع، ثم من المسكت لهم أن نقول (٤) كيف (٥) قلتم: إن الشمس لا تكون سببا لنضج الفواكه (٦) إلا بشرط قوة طبيعية، تكون في الفاكهة، قابلة لهذا التأثير؟ فمن الشمس كانت هذه القوة لها، أم من غير الشمس؟ ومن أغرب (٧) محالهم، أنهم قالوا: إن مادة الهواء قابلة لصورة النار والماء، ولكن غلب البرد، فكان لقبول (٨) صورة الماء أولى، فيقال لهم: الجهل بهذا الكلام أولى، وأولى (٩) لكم، ثم أولى، إذا طولبتم بالدليل عليه، جفت أفواهكم، وخرست ألسنتكم.

[قاصمة]

لما رتبوا منازل الموجودات، حتى انتهت إلى الامتزاجات، جعلوا لها (١٠) في بعض المراتب استقصات، وهي النار، والهواء، والماء، والأرض، ورتبوا لها في الامتزاجات أحوالا وصفات مختلفة، جعلوا بعضها كمالا، وبعضها نقصانا، وبعضها [و ٥٥ ب]، خيرا، وبعضها شرا، ويتأتى ذلك باستعدادات، وإضافات كان أصلها وجود العناصر، الأربعه، المختلفات في السفليات، ومنها ما يطلب الوسط، ومنها ما يطلب المحيط، ولا بد من مادة مشتركة، لأجل أنه لا يجوز أن يكون سبب وجودها السموات وحدها، في هذيان طويل، هذه مقدماته (١١).


(١) د: وسفلا.
(٢) د: - ما.
(٣) ج: تكرر: وأصله في رأسه.
(٤) ب: تقول.
(٥) ب، ج، ز: - كيف.
(٦) مقاصد الفلاسفة، ص ٣٢٩ - ٣٣٠.
(٧) د: أغراب.
(٨) د: بقبول.
(٩) ب، ج، ز: - أولى.
(١٠) ب، ج، ز: جعلوها.
(١١) د: مقدمته. قارن (المقاصد، ص ٢٩١، ٣٣٥).

<<  <   >  >>