للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أردت إنكارها وجودا، لم تقدر عليه، وإن أردت له مثالا لم يمكنك، وإن أقررت بها لدلالة آثارها عليها أصحبت. وتحقيقه (١): أن الفعل لا يصدر إلا عن قادر، وهو عبارة عمن إذا شاء فعل، وإذا شاء لم يفعل (٢)، وأنه عالم بنفسه، وبكل معلوم، إذ أنت عالم بنفسك ولم توجدها (٣)، فضلا عنه، وهو عالم بغيره، كما تعلم أنت غيرك، وإن توقفت في أنه علم واحد، أو علوم، فلا تبال به، فإنها مسألة نظر، والأصح أنه واحد، وأنه مريد لما يفعله، إذ الفعل عن الفاعل يصدر طبعا أو عن إرادة، والطبع عند طا، وصحبه، وهما: الفاآن والسين، هو الفعل المنفك عن العلم بالمعقول (٤). وقد اتفقنا (٥) على أن يعلم ويفعل من غير طبع وذلك هو الإيثار (٦)، والقول في العلم قد تقدم.

وإن نظرت في غيرك من أفعاله، فهو من الصراط المستقيم، لكنه محتوش (٧) بثنيات، يخاف على السالك أن يعرج (٨) عليها (٩)، فيتيه بعدها.

ومن ذلك الغير: عقل، ونفس، وجسم، والعقل عندهم جوهر لا ينقسم، ولا يتركب (١٠)، ولا يشاهد. والنفس تقبل التأثير من العقل، وتؤثر (١١) في الجسم. والجسم يتأثر بالنفس ولا يؤثر، والعقل عندهم ينقسم (١٢) إلى بسيط ومركب، إمكانا عقليا ووجوديا (١٣)، والبسيط في الأكثر


(١) ز: كتب على الهامش: اعرف هذا التحقيق والتدقيق وهو أن خلق الروح في بدن الإنسان من أعظم الأدلة التي يتوصل بها الإنسان إلى معرفة الله وأنها على مثال يقرب الفهم ويحقق المعرفة، من عرف نفسه فقد عرف ربه.
(٢) د: - وإذا شاء لم يفعل. وكتب مصححا على الهامش.
(٣) د: ولم تر حدها.
(٤) كذا في جميع النسخ ولعله: بالمفعول وهو نفس ما ورد في المقاصد: (والطبع، المحض هو الفعل المنفك عن العلم بالمفعول، وبالفعل، ص ٢٣٥).
(٥) د: اتفقا.
(٦) كذا في جميع النسخ ولعله: التأثير.
(٧) أي اجتمعت بجوانبه طرق صغيرة ومسالك ثانوية. يقال: حتش القوم أي اجتمعوا.
(٨) ج: يفرج، د: يعوج.
(٩) د: عنها.
(١٠) ب، ج، ز: يركب.
(١١) ج، ز: يؤثر. قارن (الغزالي، مقاصد الفلاسفة، ص ٢٥٣).
(١٢) د: ينقسم عندهم.
(١٣) ب، ج، ز: وجودا.

<<  <   >  >>