للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا يضعوها على مواضعها، فامهل حتى تقدم المدينة، فإنها دار الهجرة والسنة، فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس، فتقول ما قلت متمكنا، فيعي أهل العلم مقالتك فيضعونها (١) مواضعها (٢).

قال القاضي أبو بكر (٣) رضى الله عنه: فقد كان خوف سوء التأويل للقول، وحمله على غير وجهه، مخوفا في الصدر الأول. قالوا: (٤) ولم يكن لإشارة القول وعبارته، والتجاوز به إلى كثير من معانيه، إلا حال النوم (٥)، وهو معدن إبصار (٦) الحقائق، وفيه يبدي الملك غامض علمه، ويلقي الغيب على من يشاء (٧) الله من عباده. وقال لي محققهم الأكبر: هذه أمثال الله في كتابه، وإشاراته (٨) إلى علومه، وذكر أمثال (٩) الأنوار للهدي والإيمان، وكذلك أمثال النبات كقوله تعالى (١٠): {وضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة} [إبراهيم: ٢٤] وذكر أمثال الماء والنار في سورة الرعد، وما جرى على لسان النبي منها في حديث أبي موسى (١١) وغيره، وتشبيه العلم والإيمان فيه بالغيث [و ٧٣ أ]، والسامعين له بأنواع الأرض، وأخذ القوم من ذلك أنموذجا، منه (١٢) قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، وسعى في خرابها} [البقرة: ١١٤] وقالوا: إن الله نبه بذلك على أنه لا أظلم


(١) ب، ج، ز: فيضعوها.
(٢) أخرجه البخاري ومسلم ولفظه عند مسلم: "أن مثل ما بعثني الله عز وجل من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا ورعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه بما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به".
(٣) د: قال أبي.
(٤) د: + لو.
(٥) ب، ج، ز: حوار اليوم. وكتب على هامش ز: إلى حال.
(٦) ب: أنصار. ج، ز: أنصاب.
(٧) د: شاء.
(٨) ب، ج، ز: إشارته.
(٩) ز: في نسخة: مثال.
(١٠) د: - تعالى.
(١١) عبد الله بن قيس توفي سنة ٤٤ هـ/ ٦٦٤ م.
(١٢) ب، ز: - منه. وفي الهامش: في نسخة: منه.

<<  <   >  >>