للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إما لأنهما كانا من جلد غير (١) مذكى كما روي عن ابن مسعود (٢)، أو لئلا يطأ الأرض المقدسة بنعل تكرمة لها، كما لا يدخل الكعبة بها، وقال الطبري (٣): لو صح حديث ابن مسعود، لقلت به ولكن أمر بذلك كرامة، قال القاضي أبو بكر (٤) رضي الله عنه: ولو كانا (٥) من جلد حمار ميت، لم يكن في ذلك درك، لأن الشرع بعد لم يكن قد بلغه، وقد قيل في شرعنا يجوز الانتفاع بجلد الميتة قبل الدباغ، فأما تفريغ قلبه فعند سماع كلام الله يفرغ (٦) ضرورة، ألا ترى أن النبي (٧) إذا سمع كلام جبريل عليهما السلام (٨) معه في الوحي لا يبقى له فراغ لغيره، فكيف مع سماع كلام الله؟ فهذا معلوم، و (٩) لا يحتاج إليه بعبارة، ولا بإشارة، وهي حكمة شاذة وإشارة إلى برودات، أو إلى (١٠) تعطيل بحسب المقاصد. وأما إلقاء العصا فقد بين الله تعالى (١١) الفائدة فيه، ومن يعتمد على عصا من طول القيام يقال له: إنه على غير الله يعتمد؟ هذه خرافة، فدع عنك نهبا صيح في حجراته، وعول على كتاب الله ومعلوماته.

المثل الثالث: قال أصحاب الإشارة: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (١٢): "لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة" (١٣) فبين النبي أن الملائكة تتنزه عن دخول (١٤) بيت فيه كلب من الحيوان، أو صورة [و ٧٤ ب]، من التماثيل، وهذا حث على إبعادها، وحض على تفريغ البيوت منها، لتتمكن الملائكة من الدخول إلى


(١) ب، ج، ز: من غير جلد.
(٢) عيد الله بن مسعود الهذلي توفي سنة ٣٢هـ/ ٦٥٣م.
(٣) أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المؤرخ المفسر المجتهد توفي سنة ٣١٠هـ/ ٩٢٢م.
(٤) د: قال أبي.
(٥) ب، ج، ز: كانتا.
(٦) د: تفرغ.
(٧) د، ز: + صلى الله عليه وسلم. د: + كان.
(٨) ز: عليها السلام.
(٩) د: - و.
(١٠) ب، ج، ز: - إلى.
(١١) د: - تعالى.
(١٢) د: عليه السلام.
(١٣) أخرجه الترمذي في صحيحه بشرح أبي بكر، ج١٠ ص٢٤٧.
(١٤) ب، ج، ز: - دخول.

<<  <   >  >>