للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتقسمون، لا يدخل عليكم في شيء من ذلك. فسكت القوم، فقال: ألا تجيبوني؟ فسكت القوم (١). فقال: ألا تجيبوني؟ (٢) فسكتوا (٣). فأقبل على ابن الزبير، فقال: هات يا ابن الزبير، فإنك لعمري صاحب خطبة القوم، فقال: نعم يا أمير المؤمنين أخيرك بين ثلاث خصال أيها أخذت فهي لك رغبة. قال: لله أبوك أعرضهم (٤). قال: إن شئت صنعت ما صنع [و ١١٧ أ] رسول الله (٥)، وإن شئتما صنعت ما صنع أبو بكر، فهو خير هذه الأمة بعد رسول الله (٦)، وإن شئت صنعت ما صنع عمر فهو خير هذه الأمة بعد أبي بكر. قال: لله أبوك، وما صنعوا؟ قال: قبض رسول الله (٧) ولم (٨) يستخلف أحدا، فارتضى المسلمون أبا بكر، فإن شئت أن تدع أمر هذه الأمة حتى يقضي الله فيه (٩) قضاءه، فيختار (١٠) المسلمون لأنفسهم. فقال إليه (١١): ليس فيكم اليوم مثل أبي بكر، وإني لا آمن عليكم الاختلاف. قال: فاصنع كما صنع أبو بكر، عهد إلى رجل من قاصية قريش ليس من بني أبيه (١٢) فاستخلفه. قال: لله أبوك الثالثة. قال: تصنع ما صنع عمر، جعل الأمور شورى في ستة نفر من قريش ليس أحد منهم من ولد أبيه. قال: هل عندكم غير هذا؟ قال: لا. قال: فأنتم؟ قالوا: ونحن أيضا. قال: أما لا، فإني أحببت أن أتقدم إليكم، أنه قد أعذر من أنذر، وأنه قد (١٣) كان يقوم القائم منكم (١٤) إلي فيكذبني على رؤوس الناس، فأحتمل له ذلك. وإني قائم بمقالة، فإن صدقت فلي صدقي، وإن كذبت فعلي كذبي. وإني أقسم بالله لكم لئن رد علي إنسان منكم لا ترجع إليه كلمته حتى يسبق إلي (١٥) رأسه. ثم دعا


(١) د: فسكتوا.
(٢) تجيبون.
(٣) د: - فقال ألا تجيبوني فسكتوا.
(٤) كذا في جميع النسخ. واقترح محب الدين: اعرضهن (ص ١٦٢).
(٥) ب، ج، ز: + صلى الله عليه وسلم.
(٦) ب، ج، ز:+ صلى الله عليه رسلم.
(٧) ب، ج، ز:+ صلى الله عليه وسلم.
(٨) ب، ج، ز: فلم.
(٩) ب، ج، ز: فيها. وفي هامش ب في نسخة: فيه.
(١٠) ج، ز: فتختار.
(١١) د: له.
(١٢) ج، ز: أمية.
(١٣) ب، ج، ز: - قد.
(١٤) ب، ز: منكم القائم.
(١٥) ج: إليه.

<<  <   >  >>