للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بأنه أمر صرفه الله عن أهل البيت، وحال من الفتنة، لا ينبغي لأحد أن يدخلها، ما أسلموه أبدا.

وهذا أحمد بن حنبل على تقشفه، وعظيم منزلته في الدين، وورعه قد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتاب الزهد (١) أنه كان يقول في خطبته: إذا مرض أحدكم مرضا فابتلي (٢)، ثم تماثل، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه، ولينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه. وهذا يدل على عظيم منزلته عنده، حتى يدخله في جملة الزهاد من الصحابة والتابعين الذين يقتدى بقولهم، ويرعوى من وعظهم، ونعم! (٣) وما أدخله إلا في جملة ذكر الصحابة، قبل (٤) أن يخرج إلى ذكر التابعين. فأين هذا من ذكر المؤرخين له، في الخمور (٥) وأنواع الفجور؟ ألا يستحيون (٦) فإذا سلبهم الله المروءة (٧) والحياء. ألا ترعوون أنتم، وتزدجرون، وتقتدون بالأحبار والرهبان من فضلاء الأمة، وترفضون الملحدة، والمجان، من المنتمين إلى الملة؟ هذا بيان للناس، وهدى، وموعظة للمتقين، والحمد لله رب العالمين.

وانظروا (٨) إلى ابن الزبير [و ١٢٥ ب]، بعد ذلك، وما دخل فيه من البيعة له بمكة والأرض كلها عليه. وانظروا (٩) إلى ابن عباس وعقله، وإقباله على أمر نفسه. وانظروا (١٠) إلى ابن عمر، وسنه، وتسليمه للدنيا، ونبذه لها. ولو كان للقيام وجه، لكان الأولى (١١) بذلك عبد الله بن عباس، فإن ولدي أخيه عبيد الله (١٢) قد ذكر أنهما قتلا ظلما، ولكن رأى بعقله أن دم عثمان لم يخلص إليه، فكيف بدم ولدي عبيد الله. وأن الأمر راهق (١٣)، قد خرجا عنه (١٤)


(١) د: - في كتاب الزهد.
(٢) ب، ج، ز: ثم أشقى.
(٣) ج، ز: لعمري.
(٤) د: بعد.
(٥) ب، ج، ز: الخمر.
(٦) ب، ج، ز: تستحيون.
(٧) د: - المروءة.
(٨) د: انظر.
(٩) د: انظر.
(١٠) د: انظر.
(١١) ب، ج، ز: أولى.
(١٢) عبيد الله بن عمر بن الخطاب قتل في صفين ٣٨ هـ/ ٦٥٨ م.
(١٣) د: زاهق.
(١٤) د: فدحرجاه.

<<  <   >  >>