للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذكره، فكيف قدره؟ وإن قلتم: إنه لا يحيط فلك القمر بهذا العالم، فما يخرج عن محاذاة فلك القمر؟ هل يحيط به خلاء، أو له محيط آخر سواه؟ فإن قلتم يحيط به خلاء، فالعدم ليس بمحيط، ولا محاط به، ولا هو طريق لشيء، ولا عليه طريق لا (١) محسوسا ولا معقولا، وإن قلتم إن هناك محيطا به، فعينوه. فإن (٢) قلتم: إنه يحيط به الذي فوقه، قلنا لكم: وما حكم الفلك (٣) الثاني؟ الإحاطة بجميع فلك القمر أو ببعضه (٤)؟ فإن قلتم بجميعه، فما هذا التحكم؟ أو ما دلكم عليه، وإن (٥) قلتم: إنه أكبر منه، قيل لكم: وقد يكون الشيئات عظيمين متقاربين (٦) في حيزين مختلفين، وإن قلتم: إنه يحيط ببعضه، فهل يقابل المحيط منه للمحيط من فلك القمر؟ أو يقابل الخالي من (٧) إحاطته به (٨)؟ فإن قابل الخالي، فلم لا يصل تأثير الثاني أو الثالث إلى هذا [و ٣٢ ب]، المؤثر دون ترتيب مع هذا المؤثر الأول حتى يتعارضا فيما فعل كل واحد منهما، فيفسد التدبير ويختل النظام؟.

و (٩) قد جعلتك على هذا الأصل، فخذه بكل فصل، وأرده بجميع وجوهه، فليس لهم عنه مناص (١٠).

وقد قلت في هذا المعنى لبعض أصحابنا أبياتا توحيدية:

كن للإله كما كان لك...ولا متبل بمدار الفلك

فإن إلهك قد أحكمت...معاليه من عال أو من ملك

ومن ذل أو عز (١١) في موطن...ومن عاش في نعمة أو هلك

فلا ترج ذلك من غيره...ودع عنك من شك أو خذلك (١٢)

وخل المضلين في غيهم...وقل للكواكب من أصلك


(١) د: ولا.
(٢) د: وإن.
(٣) د: - الفلك.
(٤) ب، ج، ز: بعضه.
(٥) د: فإن.
(٦) ب، ز: متقاويين، د: متفاوتين.
(٧) د: عن.
(٨) ب، ج، ز: - به.
(٩) د: - و.
(١٠) ب، ج، ز: محيص، وصحح في هامشها جميعا.
(١١) ب: عن.
(١٢) د: حذلك.

<<  <   >  >>