للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أبو بكر بن أبي عمرو: (كان سبب مفارقة أبي عبد الله البخاري البلد أن خالد بن أحمد خليفة ابن طاهر سأله أن يحضر منزله، فيقرأ "التاريخ"، و"الجامع" على أولاده، فامتنع من ذلك، وقال: "لا يسعني أن أخص بالسماع قومًا دون قوم آخرين"، فاستعان خالد بحريث بن أبي الورقاء وغيره من أهل بخارى، حتى تكلموا في مذهبه، فنفاه عن البلد، وقال: فدعا عليهم) إلخ (١).

...

جاء في ترجمة الخطيب البغدادي -رحمه الله- أنه (دخل عليه بعض العلوية، وفي كُمِّه دنانير، فقال للخطيب: "فلان يُسَلِّم عليك، ويقول لك: اصرف هذا في بعض مهماتك"، فقال الخطيب: "لا حاجة لي فيه"، وقطب وجهه، فقال العلوي:

"كأنك تستقله؟ "، ونفض كُمَّه على سجادة الخطيب، وطرح الدنانير عليها، فقال: "هذه ثلاثمائة دينار"، فقام الخطيب محمرًّا وجهه، وأخذ السجادة، وصَبَّ الدنانير على الأرض، وخرج من المسجد)، قال أحد تلامذة الخطيب:

(ما أنسى عِزَّ خروج الخطيب، وذُلَّ ذلك العلوي، وهو قاعد على الأرض، يلتقط الدنانير من شقوق الحصير، ويجمعها) (٢) اهـ.

وفي عزة العالم وشرف نفسه، قال القاضي أبو الحسن على بن عبد العزيز الجرجاني:


(١) أنظر: "هدي السارى" ص (٤٩٣).
(٢) "طبقات الشافعية" (٣/ ١٤).

<<  <   >  >>