إن الحركة ولود، والسكون عقيم، والحركة في قاموس الدعاة هي الحياة، والسكون هو الموت.
قال الجيلاني:"الحركة بداية، والسكون نهاية"، والحركة هي الحد الفاصل بين عهد الرخاوة، وبين عهد حمل الأمانة بعزم وحزم ووفاء.
وبالحركة انتشر المسلمون الأوائل مثل شعاع الشمس في أقطار الأرض، يفتحون البلاد، ويفتحون قلوب العباد، ويدعون إلى التوحيد، ويحطمون الطواغيت، ويقودون الناس إلى الجنة،
وبالحركة صاروا في ظلمات الحياة سراجًا وهَاجًا، فإذا الباطل رماد بعد التهاب، وخمود بعد حركة.
إنما التوحيد إيجاب وسلب ... فهما في النفس عزم ومضاء
"لا" و"إلا" قوة قاهرة ... لها في النفس فعِلُ الكهرُباء
وهذا الإمام الشافعي رحمه الله يصور عشقه الحركةَ، وبغضه الجمود والكسل، ويمثل السكون بالماء الذي يتوقف عن الجريان فيفسد، ويجزم بأن الأسد قد تتعرض للهلاك لو لم تتحرك باحثة عن فريستها، وكذلك السهام لولا تحركها من الكنانة إلى القسي، ومن القسي إلى الهدف ما أصابت:
إني رأيت وقوف الماء يفسده ... إن ساح طاب، وإن لم يجر لم يطب
والأسْدُ لولا فراق الأرض ما افترست ... والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ... لملَّها الناس من عجم ومن عربِ