للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهمَّة مَحَلهَا القلب

الهمة عمل قلبي، والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه، وكما أن الطائر يطير بجناحيه، كذلك يطير المرء بهمته، فتحلق به إلى أعلى الآفاق، طليقةً من القيود التي تكبل الأجساد.

إن يَسْلُب القومُ العِدا مُلْ ... ـكي وتُسْلِمْني الجموعْ

فالقلب بين ضُلُو ... عِهِ لم تُسْلِمِ القلبَ الضلوعْ

ونقل ابن قتيبة عن بعض كتب الحكمة:

"ذو الهمة إن حُطَّ، فنفسه تأبى إلا عُلُوًّا، كالشعلة من النار يُصَوِّبُها صاحبها، وتأبى إلا ارتَفاعًا" (١).

[همة المؤمن أبلغ من عمله]

قال - صلى الله عليه وسلم -: "من هَمَّ بحسنة، فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة" الحديث (٢).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من سأل الله الشهادة بصدق، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه" (٣).

وقال - صلى الله عليه وسلم - فيمن تجهز للجهاد، ثم أدركه الموت: "قد أوقع الله أجره على قدر نيته" (٤).


(١) "عيون الأخبار" (٣/ ٢٣١).
(٢) رواه البخارى عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل.
(٣) رواه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
(٤) رواه الإمام أحمد، والنسائي، وابن حبان، والحاكم، وإسناده صحيح.

<<  <   >  >>