ويقابله "العظامي"، وهو من ساد بشرف آبائه، و "العصامي" منسوب إلى "عصام بن شهير" حاجب "النعمان بن المنذر" الذي قال له "النابغة الذبياني" حين حجبه عن عيادة "النعمان" من قصيدة له:
فإني لا ألومُك في دُخُول ... ولكن ما وراءَكَ يا عصامُ؟
وهو الذي قال فيه النابغة:
نفس "عصام" سَوُّدَتْ عصامَا
وعلَّمته الكًرُّ والِإقداما
فصيَّرَته ملِكًا هُمَامَا
وقوله:"نفس عصام سوَّدت عصامًا" صار مثلًا يُضرب في نباهة الرجل من غير قديم.
و"العصامي" هو الذي تسميه العرب: "الخارجَّي"، وهو من خرج بنفسه من غير أولية كانت له، قال كثير:
أبا مَرْوانَ لستَ بخارجيٍّ ... وليسَ قديمُ مَجْدِكَ بانتحالِ
فكبير الهمة عصامي يبني مجده بشرف نفسه، لا اتكالاً على حسبه ونسبه، ولا يضيره ألا يكون ذا نسب، فحسبه همته شرفًا ونسبًا،