للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسنوي عنه: "ما أخرجت مصر بعد ابن الحدَّاد أفقه منه" اهـ (١). ومما يرُوى (أن أميرًا بالشام أدر على الحسن بن الهيثم مالاً كثيرًا، فقال له: "يكفيني قوتُ يومٍ، وتكفيني جارية وخادم، فما زاد على قوت يومي: إن أمسكتهُ كنتُ خازنك، وإن أنفقته كنت كهرمانك ووكيلك، وإذا اشتغلت بهذين الأمرين فمن الذي يشتغل بأمري وعلمي؟ ") (٢).

* ومنها: التحول عن البيئة المثبطة:

إن للبيئة المحيطة بالإنسان أثرًا جسيمًا لا يخفى، فإذا كانت بيئة مثبطة داعية إلى الكسل والخمول وإيثار الدون فإن على المرء أن يهجرها إلى حيث تعلو همته، كي يتحرر من سلطان تأثيرها، وينعم بفرصة الترقي إلى المطالب العالية (٣).

تقول ابنة السعدي وهي تلومني ... أما لك عن دار الهوان رحيلُ

فإن عناء المستنيم إلى الأذى ... بحيث يذل الأكرمون طوبل

وعندك محبوك السراة مطهم ... وفي الكف مطرور الشباة صقيل (٤)


(١) "الدرر الكامنة" (١/ ٣٠٦).
(٢) "خمسة أعلام في الفكر الإسلامي" لمصطفى عبد الرازق، نقلاً من "رعاية النابغين" ص (١٥٣).
(٣) والهجرة تكون فرضًا واجبًا إذا كانت من دار الكفر إلى دار الإسلام.
(٤) فرس محبوك: قوي شديد، سَراة الفرس: أعلى متنه، والمطهَّم: التام المتناهي في الحسن، والمطرور: ذو المنظر والرواء والهيئة الحسنة، والشباة: حَدُّ طَرَفِ السيف، والصقيل: المجلوُّ.

<<  <   >  >>