للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اغْتَنِم شَبَابكَ قَبلَ هَرَمِكَ

الشَّباب هو زمن العمل، لأنه فترة قوة بين ضعفين، ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة، فمن ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "اغتنم خمسًا قيل خمس: شبابك قبل هَرَمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك" (١)، قال الإمام أحمد: "ما شبهتُ الشباب إلا بشيء كان في كُمِّي فسقط".

إن الشباب هو وقت القدرة على الطاعة، وهو ضيف سريع الرحيل فإن لم يغتنمه العاقل تقطعت نفسه بعدُ حسرات:

ما قلت للشباب: "في كنف اللهِ ولا حِفْظِه" غداةَ استقلاًّ

ضيف زارنا أقام عندنا قليلًا ... سوَّد الصحف بالذنوب وولَّى

فمِن ثَمَّ يسألُ اللهُ عز وجل كلَّ عبد من عباده عن نعمة الشباب كيف صرَّفه، وبم أبلاه، قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه، حتى يُسأَل عن خمسٍ: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنققه؟ وماذا عمل فيما علم؟ " (٢).

وعدَّ - صلى الله عليه وسلم - في السبعة الذين يُظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:


(١) رواه الحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي.
(٢) رواه الترمذى، وقال: "حديث غريب"، وهو حسن لشواهده، وانظر: "الصحيحة" رقم (٩٤٦).

<<  <   >  >>