بالرغم من التحفظات على فكر ومنهج جماعة التبليغ، إلا أننا نقر بأنها أوفر الجماعات الإسلامية حظًّا من علو الهمة في الحركة الواسعة الدءوب، ولهم في ذلك إنجازت رائعة أثمرت إسلامَ كثيرٍ من المشركين، وهداية الكثير من الفاسقين، وتبليغ دين الله في آفاق المعمورة.
حكى من شهد مجلسًا لهم قال: (جلسنا يومًا في المسجد للتعارف، فقال شيخ وقور يُعرف نفسه، وقد جاوز السبعين من عمره:"اسمي الحاج وحيد الدين، أعمل في التجارة، وعمري الآن تسع سنوات! "، فاستغربنا، وقلنا له في دهشة:"تسع سنوات؟! "، قال: نعم، لأنني أحسب عمري من تاريخ دخولي في هذه الدعوة، أما قبل ذلك فإني أعتبر عمري ضائعًا .. !)، وكان هذا الرجل إذا وقف ليلقي موعظته يقول:"لا تضيعوا أعماركم مثلي، واشتغلوا بالدعوة إلى الله تعالى".
وقد حدث أن سألنا أميرهم:"لماذا تذهبون إلى المقاهي لدعوة الناس؟ "، قال:"أرأيتم إن كان عندكم مريض ماذا تفعلون له؟ "، قلنا:"إن كان مرضه ثقيلًا نحضر له الطبيب في المنزل، وأما إذا كان مرضه خفيفًا، فإنه يذهب بنفسه إلى الطبيب"، قال: "فكذلك الذين لم يعرفوا طريق المسجد مرضهم الإيماني ثقيل، فنحن نذهب