ومن علو همتهم في النفقة والإيثار، ما وقع من عبد الله بن طالب حين جاءه رجل يشكو إليه أنه لا يجد لابنته جهازًا لزواجها، وكان لابن طالب ابنة تخرج إليه، من عيد إلى عيد، فقال لأمها:"أحب أن تزيني ابنتي، وتُلبيسها ثيابها وحليها"، ففعلت، وأخرجت إليه فرحب بها، واستبشر، ثم قال لها ولأمها:"إن فلانًا شكا إليَّ كذا، وأنا أحب أن أدفع له جميع ما على ابنتي من حلي وثياب، يجهز به ابنته، وعليَّ أنا عِوضُ ابنتي منه بما هو أكثر".
هم الرجال وعيبٌ أن يُقا ... لَ لمن لم يكن مثلهم رجلُ
...
واحسرتاه تقضي العمر وانصرمت ... ساعاته بين ذل العجز والكسل
والقوم قد أخذوا درب النجاة وقد ... ساروا إلى المطلب الأعلى على مَهَل