للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على لسان دانيال (٧) عليه السلام وأخبر أنه سينزل هذا الكتاب عليه، وأن دينه هو دين الحق، وملته هي الملة البيضاء المذكورة في الإنجيل قلت له: "يا سيدي وما تقول في دين هؤلاء النصارى؟ فقال لي: "يا ولدى لو أن النصارى أقاموا على دين عيسى الأول لكانوا على دين الله، لأن عيسى وجميع الأنبياء دينُهم دين الله، ولكن بَدَّلوا وكفروا".

فقلت له: "يا سيدي وكيف الخلاص من هذا الأمر؟ فقال: "يا ولدي بالدخول في دين الإسلام قلت له: "وهل ينجو الداخل فيه؟ قال لي: "نعم ينجو في الدنيا والآخرة"، فقلت:


=أهل الكتاب للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، وقد نقل الإمام الجويني -رحمه الله- ما تناولته الآية الكريمة من قوله تعالى: {فاسئل الذين يقرؤون الكتاب} [يونس: الآية ٩٤] وما يتعلق بها من معانٍ، وأشار إلى قول صاحب الكشاف الذي قال: (والمعنى أن الله تعالى قدم ذكر بني إسرائيل وهم قراء الكتاب، ووصفهم بأن العلم قد جاءهم، لأن أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل، وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ... ) وخلص إلى القول: (فالغرض: وصف الأحبار بالرسوخ في العلم بصحة ما أنزل إلى رسول الله ... ) انظر: "شفاء الغليل في بيان ما وقع في التوراة والإنجيل من التبديل"، للإمام عبد الملك بن عبد الله الجويني، و"الدر المنثور" للسيوطي (١/ ١٤٧).
(٧) نقل الشيخ رحمة الله الهندي (في البشارة الحادية عشر) في الباب الثاني من كتاب دانيال حال الرؤيا التي رآها بختنصر ملك بابل ونسي، وهي رؤيا طويلة. انظر: دانيال (٢: ١ - ٤٦)، وخلص إلى أن تلك الأوصاف تنطبق على الرسول - صلى الله عليه وسلم - انظر: "إظهار الحق" لرحمة الله الهندي، ترجمة عمر الدسوقي (٢/ ٢٦٧)، "محمد - صلى الله عليه وسلم - في الكتاب المقدس" للبروفيسور عبد الأحد داود ص (٨٦ - ٩٤)، ص (١٣٣ - ١٤٤).

<<  <   >  >>