ويدل على وضعهما لزوم التفضيل، كيف ولا خوف على العاصي -ولو منكرا للرسول- بحب علي، ولا منفعة للمطيع -ولو مؤمنا- ببغضه، وهي مخالفة أيضا لنصوص قاطعة، كقوله تعالى:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} وقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} إلى غير ذلك.
على أن التكليفات تكون عبثا، ولم يبق إلا الحب والبغض، وفيه الإغراء للنفوس وإمداد الشيطان، ومفاسد شتى، على أنه لم يذكر ذلك في القرآن.
وانظر إلى مرويات لهم أخر تناقض ما سبق وتعارضه.
لكن الكذاب -كما قيل- لا حافظة له، منها ما روى سيدهم وسندهم حسن بن كبش عن أبي ذر قال:«نظر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم إلى علي فقال: هذا خير الأولين والآخرين من أهل السماوات وأهل الأرض، هذا سيد الصديقين، هذا سيد الوصيين وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، إذا كان يوم القيامة كان على ناقة من نوق الجنة، قد أضاءت»