الصلح بينه رضي الله تعالى عنه وبين معاوية خطب فقال: إن معاوية نازعني حقا لي دونه، فنظرت الصلاح للأمة وقطع الفتنة، وقد كنتم بايعتموني على أن تسالموا من سالمني، وتحاربوا من حاربني، ورأيت أن حقن دماء المسلمين خير من سفكها، ولم أرد بذلك إلا صلاحكم. انتهى.
وفي هذا دلالة واضحة على إسلام الفريق المصالح، وأن المصالحة لم تقع
إلا اختيارا، ولو كان المصالح كافرا لما جاز ذلك، ولما صح أن يقال: فنظرت الصلاح للأمة وقطع الفتنة ... إلخ، فقد قال سبحانه وتعالى:{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} .
* فقول الناظم:(وليس في صلح ... إلخ) كلمة حق أريد بها باطل. وقوله:(لسر ممكن ... إلخ) ليس له وجه، بل سر ذلك ظاهر لا يخفى إلا على من أعمى الله تعالى عين بصيرته؛ إذ قد صرح به الإمام في نفس خطبته، حيث قال: فنظرت الصلاح للأمة ... إلخ) ويدل على ذلك الحديث الصحيح، وهو قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: