للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[على] «١» أهل منى غدا «٢» بأسيافنا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لم أؤمر «٣» بذلك، ارجعوا إلى رحالكم؛ فرجعوا إلى رحالهم وهم سبعون رجلا، فلما أصبحوا غدت عليهم قريش قالوا: يا معشر الخزرج! إنه قد بلغنا عنكم شيء لا ندري أحق هو أم باطل، إنه لأبغض قوم إلينا أن تنشب «٤» الحرب بيننا وبينهم منكم، فجعل من كان من المشركين من قومهم يحلفون بالله ما علمنا ولا فعلنا، وصدقوا «٥» . قال كعب بن مالك: فنظرت إلى عبد الله بن عمرو بن حرام «٦» فقلت: يا [أبا] «٧» جابر! أنت شيخ من شيوخنا وسيد من ساداتنا ألا تتخذ نعلا مثل نعلي «٨» هذا الفتى من قريش- يريد الحارث بن هشام، فلما سمعه الحارث خلعهما «٩» ورمى بهما «١٠» إليه فقال:

البسهما «١١» ، قال كعب: قال: والله صالح! و «١٢» لئن صدق «١٣» لأسلبنه.

فرجع الأنصار إلى المدينة ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة، وكانت هذه البيعة في ذي الحجة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاثة أشهر.

فلما علمت قريش أن القوم قد عاقدوه ورأت من اتبعه من الأنصار اجتمع نفر من أشراف كل قبيلة ودخلوا دار الندوة ليدبروا أمرهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم،


(١) زيد من السيرة لابن هشام (بهامش الروض ١/ ٢٧٧) .
(٢) من السيرة، وفي ف «غداة» .
(٣) في السيرة «لم نؤمر» .
(٤) التصحيح من السيرة، وفي ف «تشب» خطأ.
(٥) في السيرة «قال وقد صدقوا لم يعلموه» .
(٦) في ف «حزام» .
(٧) زيد من السيرة.
(٨) التصحيح من الطبري ٢/ ٢٤٠، وفي ف «فعل» خطأ.
(٩) من الطبري، ووقع في ف «جعلها» مصحفا.
(١٠) من الطبري، وفي ف «بها» .
(١١) كذا، وفي الطبري «فقال والله لتنتعلنهما» وفي ف «البسها» .
(١٢) زيد في الطبري «الله» .
(١٣) زيد في الطبري ٢/ ٢٤٠ «الفأل» .

<<  <  ج: ص:  >  >>