للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السنة الثامنة من الهجرة]

حدثنا أحمد بن علي بن المثنى التميمي بالموصل ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة عن قتادة وثابت وحميد عن أنس قال: غلا «١» السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! سعّر لنا، فقال: «إن الله هو القابض والباسط المسعر «٢» الرزاق، وإني أرجو أن ألقى الله وليس أحد منكم يطالبني بمظلمة في نفس ولا مال» .

قال: في أول هذه السنة غلا «١» السعر على المسلمين فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم يسعر لهم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ثم قال: «لا تباغضوا ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا» ؛ ثم قال: «لا يسوم الرجل على سوم أخيه. ولا يبيع حاضر لباد، دعو الناس يرزق بعضهم من بعض» .

ثم طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة، فقعدت له على طريقه بين المغرب والعشاء ثم قالت: يا رسول الله! ارجعني، فو الله ما بي حب الرجال! لكني أحب أن أحشر في أزواجك ويومي لعائشة! فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم توفيت زينب بنت رسول الله، غسلتها سودة بنت زمعة وأم سلمة بنت أبي أمية زوجتا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله الليثي سرية إلى بني ليث في بضعة


بالنبل ولم يسمعوا قولهم، وقالوا: لا حاجة لنا إلى ما دعوتم إليه، فراموهم ساعة، وجعلت الأمداد تأتي حتى أحدقوا بهم من كل ناحية، فقاتل القوم قتالا شديدا حتى قتل عامتهم، وأصيب صاحبهم ابن أبي العوجاء جريحا مع القتلى، ثم تحامل حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم- اه» وفي الطبري « ... فأصيب بها هو وأصحابه جميعا، قال أبو جعفر: أما الواقدي فإنه زعم أنه نجا ورجع إلى المدينة وأصيب أصحابه- اه» .
(١) في ف «علا» .
(٢) في مجمع بحار الأنوار: وفيه: قالوا: سعر لنا، فقال: «إن الله هو المسعر» ، أي إنه هو الذي يرخص الأشياء ويغلبها فلا اعتراض لأحد عليه. ط: منع من التسعير مخافة أن يظلم في أموالهم، وفيه تحريك الرغبات والحمل على الامتناع من البيع وكثيرا يؤدي إلى القحط.

<<  <  ج: ص:  >  >>