للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السنة السادسة من الهجرة]

أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر «١» بحران «٢» ثنا سلمة بن شبيب ثنا عبد الرزاق أنا عبد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة: أن ثمامة «٣» بن أثال الحنفي أسر فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعوده يقول: «ما عندك يا ثمامة» ؟

فيقول: إن تقتل تقتل لا تمن، وإن تمن تمن على شاكر، وإن ترد المال تعط «٤» ، قال: فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحبون الفداء «٥» ويقولون: ما نصنع بقتل هذا؟ فمر به النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، فأمره أن يغتسل فاغتسل وصلى ركعتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

«حسن إسلام صاحبكم» .

قال: في أول هذه السنة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة إلى القرطاء «٦» فأخذ «٧» ثمامة بن أثال الحنفي فأمر به، فربط بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما عندك يا ثمامة» ؟ فقال: عندي يا محمد خير؛ إن تقتلني «٨» تقتل «٩» ذا دم، وإن تنعم [تنعم] «١٠» على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط «١١» منه ما شئت، فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان الغد، ثم قال: «ما عندك يا ثمامة» ؟ قال له مثل ذلك، فتركه النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان بعد الغد فقال له: «ما عندك يا ثمامة» ؟ فقال: عندي ما قلت لك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أطلقوا ثمامة» ،


(١) في الأصل «معسر» كذا.
(٢) في الأصل «نجران» .
(٣) له ترجمة في الإصابة ١/ ٢١١ فراجعه.
(٤) في ف «تعطا» كذا.
(٥) من السيرة ٢/ ٣٦٥، وفي الأصل «الفراء» خطأ.
(٦) القرطاء بطن من بني بكر- راجع المواهب اللدنية ٢/ ١٧٣.
(٧) في ف «فأخذه» كذا.
(٨) هكذا في الصحيح للبخاري ٢/ ٦٢٧، وفي السيرة «تقتل» .
(٩) في الأصل «بقتل» .
(١٠) زيد من صحيح البخاري.
(١١) ليس في الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>