للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختلف من أمرهم «١» دعا حذيفة بن اليمان، قال: «اذهب فادخل بين القوم وانظر ما يقولون ولا تحدثن شيئا حتى- تأتيني وذلك ليلا» ، فدخل حذيفة في الناس، وقام أبو سفيان بن حرب وقال: يا معشر قريش! لينظر كل امرىء من جليسه؟ قال حذيفة: وأخذت رجلا إلى جنبي وقلت له: من أنت؟ قال: أنا فلان بن فلان، ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش! إنكم والله! ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره «٢» ، ولقينا من هذه الريح ما ترون، والله! ما يستمسك «٣» [لنا] «٤» بناء ولا «٥» تطمئن لنا قدور «٦» ، فارتحلوا فإني «٧» مرتحل، ثم قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه، ثم ضربه فوثب به على ثلاث، فما أطلق عقاله إلا وهو قائم؛ ثم قال حذيفة: ولولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ألا تحدث شيئا حتى تأتيني لقتلته بسهمي؛ فرجع حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر. فسمعت غطفان بما صنعت قريش فانشمروا راجعين إلى بلادهم، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هو المسلمون ووضعوا السلاح.

[[غزوة بني قريظة]]

فلما كانت الظهر أتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم «٨» وقال: «قد وضعتم السلاح وأن


(١) زيد في السيرة، «وما فرق الله من جماعتهم» .
(٢) من السيرة، وفي ف «ذكره» كذا.
(٣) في السيرة «لا يستمسك» ، وفي ف «ما استمسك» .
(٤) زيد من السيرة.
(٥) في السيرة «ما» وقد قدم فيه هذه الجملة.
(٦) في السيرة «قدر» وزاد بعده «ولا تقوم لنا نار» وقد أخره.
(٧) في ف «إلى» .
(٨) زاد بعده في الطبري ٣/ ٥٢ «كما ثنا ابن حميد قال ثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن ابن شهاب الزهري: معتجرا بعمامة من إستبرق على بغلة عليها رحالة عليها قطيفة من ديباج فقال: أقد وضعت السلاح ... » .

<<  <  ج: ص:  >  >>