للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فأجابه حسان بن ثابت]

لقد خاب قوم زال عنهم نبيّهم ... «١» وقد سرّ «١» من يسري إليه ويغتدي «٢»

ترحّل عن قوم فضلّت «٣» عقولهم ... وحلّ على قوم بنور مجدّد

وهل يستوي ضلال قوم تسكعوا «٤» ... «٥» عمي وهداة يهتدون بمهتدي «٥»

نبيّ يرى ما لا يرى الناس حوله ... ويتلو كتاب الله في كل مشهد

وإن قال في يوم مقالة غائب ... فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد «٦»

ليهنئ أبا بكر سعادة جدّه ... بصحبته من يسعد الله يسعد

ليهنئ «٧» بني كعب مقام فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد

فلما سمع المسلمون الأبيات خرج المسلمون سراعا فوجا فوجا يلحقون برسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوا على خيمة أم معبد.

وسمع المسلمون بالمدينة بخروج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرون قدومه حتى يردّهم حرّ الظهيرة فكان أول من قدم عليهم من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار [بن] «٨» قصي، فقالوا: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو وأصحابه على إثري، ثم أتاهم بعده عمرو بن أم مكتوم الأعشى أخو بني فهر، فقالوا: ما فعل من وراءك رسول الله وأصحابه؟ فقال: هم


(١- ١) من الروض والدلائل للبيهقي، وفي ف: قدس- كذا.
(٢) من الروض والدلائل، وفي ف: يفقد- كذا.
(٣) من الروض والدلائل للبيهقي وأبي نعيم، وفي ف: فزالت- خطأ.
(٤) من الدلائل لأبي نعيم، وفي ف «تعكسوا» وفي محيط المحيط: تسكع الرجل بمعنى سكع وتمادى في الباطل، وفي الروض والدلائل للبيهقي «تسفهوا» .
(٥- ٥) كذا في ف وشرح المواهب، وفي الروض والدلائل: عمايتهم هاد به كل مهتد.
(٦) والشطر الثاني في الدلائل والروض هكذا «فتصديقها اليوم أو في ضحى الغد» .
(٧) من الدلائل لأبي نعيم، وفي ف «وتهن» .
(٨) زيد من الطبري ٢/ ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>