للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم كانت غزوة دومة الجندل «١»

وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه أن جمعا تجمعوا بها، فغزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ دومة الجندل فلم ير كيدا، واستخلف على «٢» المدينة سباع «٣» بن عرفطة «٣» الغفاري، ثم رجع إلى المدينة.

وتوفيت أم سعد بن عبادة وسعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدومة الجندل، فلما رجع جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قبرها وصلى عليها «٤» ، فقال سعد: يا رسول الله! إن أمي أفتلتت نفسها ولم توص أفأقضي «٥» عنها؟ قال: «نعم» .

وكسف القمر في جمادى الآخرة، فجعلت اليهود يرمونه بالشهب ويضربون بالطاس ويقولون: سحر القمر، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف.

وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قريشا أصابتهم شدة حتى أكلوا الرمة، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء من الذهب إليهم مع عمرو بن أمية وسلمة بن أسلم بن حريش.

ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد من مزينة، وهو أول وفد قدم عليه في رجب وفيهم بلال بن الحارث المزني في رجال من مزينة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أنتم مهاجرون أينما كنتم» ! فرجعوا إلى بلادهم.


هذا جمل جاء به جابر، قال: «فأين جابر» ؟ قال: فدعيت له، قال فقال: «يا ابن أخي! خذ برأس جملك فهو لك» ؛ ودعا بلالا فقال له: «اذهب بجابر فأعطه أوقية» ، قال: فذهبت معه فأعطاني أوقية وزادني شيئا يسيرا، قال: فو الله ما زال ينمى عندي ويرى مكانه من بيننا حتى أصيب أمس فيما أصيب لنا- يعني يوم الحرة» .
(١) في سيرة ابن هشام ٢/ ١٣٧ «غزوة دومة الجندل في شهر ربيع الأول سنة خمس» .
(٢) في ف «في» .
(٣- ٣) من سيرة ابن هشام والطبري ٣/ ٤٣ والمغازي ١/ ٤٠٤، وفي ف «سماع بن غطرفة» خطأ؛ وله ترجمة في الإصابة ٣/ ٦٣.
(٤) انظر الإصابة ٨/ ١٤٧.
(٥) في تهذيب تاريخ ابن عساكر ٦/ ٨٤ «أأقضيه» ، وفي الأصل «أفأوصي» كذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>