للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بني هاشم يقدرون على حرب قريش كلها «١» ، فإذا «٢» أرادوا ذلك قبلوا العقل»

واسترحنا منه، ثم أصلحتم أمركم فاجتمع ملككم على ما كنتم عليه من دين آبائكم؛ فقال النجدي: القول ما قال هذا الفتى، لا رأي غيره، فتفرقوا على ذلك.

وأتاه جبريل وأمره أن لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت فيه وأخبره بمكر القوم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا فتغشى «٤» بردا له «٥» أحمر حضرميا «٥» فبات في مضجعه، واجتمعت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند باب بيته يرصدونه، فخرج «٦» رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده حفنة من تراب فرماها في وجوههم، فأخذ الله بأعينهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فباتوا رصدا على بابه وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته، فخرج عليهم من الدار خارج فقال: ما لكم؟ قالوا: ننتظر محمدا، قال: قد خرج عليكم، فانصرفوا يائسين «٧» ينفض كل واحد منهم التراب عن رأسه «٨» ؛ قال أبو بكر الصديق، إنا لله وإنا إليه


(١) في السيرة «جميعا» .
(٢) من السيرة، ووقع في ف «فاذ» خطأ.
(٣) كذا في ف، وفي السيرة لابن هشام «فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا فرضوا منا بالعقل فعقلناه لهم» .
(٤) من الطبقات، وفي ف «فتفشا» خطأ، وفي سيرة ابن هشام «قال لعلي بن أبي طالب: نم على فراشي واتشح ببردي هذا الحضرمي الأخضر.
(٥- ٥) التصحيح من الطبقات، وفي ف «ثم احضر» كذا.
(٦) وفي السيرة ١/ ٢٩٢ «لما اجتمعوا له وفيهم أبو جهل بن هشام فقال وهم على بابه: إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم، ثم بعثتم من بعد موتكم فجعلت لكم جنان كجنان الأردن، وإن لم تفعلوه كان له فيكم ذبح، ثم بعثتم من بعد موتكم ثم جعلت لكم نار تحرقون فيها، قال: وخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ حفنة من تراب في يده ثم قال: «نعم، أنا أقول ذلك، أنت أحدهم» ، وأخذ الله تعالى على أبصارهم عنه فلا يرونه فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم وهو يتلو هؤلاء الآيات من يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ- إلى قوله: فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ.
(٧) في ف «بايسين» خطأ.
(٨) كذا في ف، وفي الطبقات ١/ ١٥٤ «فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم وهم جلوس على الباب فأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذرها على رؤوسهم ويتلو يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ- حتى بلغ- سَواءٌ عَلَيْهِمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>