للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيت «١» ؟ قالت: رأيت «١» راكبا أقبل على بعير حتى وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته:

ألا! انفروا يا آل غدر «٢» لمصارعكم في ثلاث، فإذا الناس قد اجتمعوا إليه فدخل «٣» المسجد والناس يتبعونه، فبيناهم حوله إذ مثل به بعيره على ظهر الكعبة، ثم خرج بمثلها، ثم أخذ صخرة فأرسلها، فأقبلت تهوي «٤» حتى إذا كانت بأسفل الجبل أرفضت «٥» ، فما بقي بيت بمكة ولا دار إلا دخلها «٦» منها «٧» فلقة، قال العباس:

والله! إن هذه لرؤيا فاكتميها ولا تذكريها.

ثم خرج العباس فلقي الوليد بن عتبة وكان له صديقا فذكرها له، فذكرها الوليد لأبيه، ففشا الحديث بمكة، فقال أبو جهل: ما يرضى بنو عبد المطلب أن يتنبأ رجالهم [حتى تتنبأ] «٨» نساؤهم «٩» .

وكان أبو سفيان بن صخر أقبل من الشام في عير لقريش عظيمة فيها أموالهم وتجاراتهم وفيها ثلاثون- وقيل: أربعون- رجلا من قريش، منهم عمرو بن العاص ومخرمة بن نوفل الزهري.

وكان أبو سفيان يتحسس «١٠» الأخبار ويسأل من لقي من الركبان، فأصاب خبرا من الركبان أن محمدا قد نفر في أصحابه، فحذر «١١» عند ذلك «١١» واستأجر


(١) من السيرة، وفي الأصل «رايتي» كذا.
(٢) في الروض «يا لغدرها» كذا هو بضم الغين والدال جمع غدور، أي إن تخلفتم فأنتم غدر لقومكم.
(٣) في ف «فدخلوا» كذا، وفي السيرة «ثم دخل» .
(٤) من السيرة، وفي الأصل «تهدي» كذا بالدال.
(٥) في الكامل «ترضضت» .
(٦) في الكامل «دخلتها» .
(٧) في ف «فيه» ، والتصحيح من السيرة.
(٨) زيد من السيرة.
(٩) من السيرة ٢/ ٦٢. ووقع في ف «تنساومهم» مصحفا.
(١٠) في ف «ينحبس» كذا، والتصحيح من السيرة والروض ٢/ ٦١ والتحسس- بالحاء- أن تتسمع الأخبار بنفسك، والتجسس- بالجيم- هو أن تفحص عنها بغيرك؛ وفي الحديث «لا تجسسوا ولا تحسسوا» .
(١١- ١١) من السيرة، ووقع في ف «عنه فلك» مصحفا.

<<  <  ج: ص:  >  >>