للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أظهروا البغي وقالوا: لم يلق محمد أحدا [من] «١» يحسن القتال، لو لقينا للقي «٢» عندنا قتالا لا يشبه «٣» قتالهم، فأنزل الله وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ «٤» الآية.

فصار رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، يحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب، واستخلف على المدينة أبا لبابة «٥» بن عبد المنذر، حتى أتاهم فحاصرهم خمس عشرة «٦» ليلة لا يطلع منهم أحد، ثم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتفوا «٧» وأراد «٧» قتلهم، فكلمه فيهم عبد الله بن أبي «٨» وأخذ بجمع «٨» درع «٩» رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ما أنا بمرسلك حتى تهبهم «١٠» لي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خلوا عنهم» ! ثم أمر بإجلائهم. وغنم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ما كان لهم من مال، وكانوا صاغة «١١» لم يكن لهم الأرضون ولا قراب «١٢» ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم سلاحهم


(١) من الطبري.
(٢) كذا، وفي الطبري «لاقى» .
(٣) في الطبري «لا يشبهه» .
(٤) سورة ٨ آية ٥٨.
(٥) من الطبري، وفي ف «أبا لباقة» .
(٦) من الطبري، وفي ف «خمسة عشر» .
(٧- ٧) وفي الطبري «وهو يريد» .
(٨- ٨) كذا، وفي المغازي، «فأدخل يده في جنب درع» وفي الطبري ٢/ ٢٩٧ «فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه فقال إليه عبد الله بن أبي بن سلول حين أمكنه الله منهم. فقال: يا محمد أحسن في موالي، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، قال فأدخل يده في جيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني- وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأوا في وجهه ظلالا- يعني تلوّنا، ثم قال: «ويحك أرسلني» ! قال: لا والله لا أرسلك حتى تحسن إلى موالي أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع، قد منعوني من الأسود والأحمر تحصدهم في غداة واحدة وإني والله لا آمن وأخشى الدوائر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «هم لك» .
(٩) من المغازي ١/ ١٧٧، وفي ف «مرع» .
(١٠) في ف «تهننهم» والصواب ما أثبتناه، وفي الطبري «حتى تحسن إلى موالي» وفي المغازي «حتى تحسن في موالي» .
(١١) من الطبري، وفي ف «صاعة» خطأ.
(١٢) من المغازي ١/ ١٧٩، وفي ف «تراث» كذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>