للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلع. فلما رآهم المسلمون خرج علي بن أبي طالب في نفر من المسلمين حتى أخذ عليهم «١» الموضع الذي منه اقتحموا «١» وأقبلت الفوارس تعنق «٢» نحوهم، وكان عمرو بن عبدود فارس قريش وقد كان قاتل يوم بدر «٣» ولم يشهد أحدا، فخرج عام الخندق معلما ليرى مشهده «٤» ؛ فلما وقف هو وخيله «٥» قال علي بن أبي طالب: يا عمرو! إني أدعوك إلى البراز «٦» ، قال: ولم يا ابن أخي؟ فو الله: ما أحب أن أقتلك! قال علي: لكني والله أحب أن أقتلك! فحمى عمرو عند ذلك واقتحم عن فرسه وعقره ثم أقبل إلى علي، فتنازلا وتجاولا إلى أن قتله علي وخرجت [خيله] «٧» منهزمة من الخندق.

وحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وذلك بعد أن كفوا، كما قال الله تعالى: وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ «٨» .

ولم يقتل من المسلمين غير ستة نفر: كعب بن زيد الدنباني «٩» ، ورمي سعد «١٠» بن معاذ بسهم فقطع أكحله، وعبد الله بن سهل، وأنس «١١» بن أوس بن


(١- ١) في السيرة والطبري «الثغرة التي أقحموا منها» .
(٢) من السيرة والطبري، وفي ف «تحفق» .
(٣) زيد في الطبري والسيرة «حتى أثبتته الجراحة» .
(٤) في ف «مسهده» خطأ، وفي الطبري والسيرة «مكانه» .
(٥) زيد في السيرة «قال: من يبارز؟ فبرز له علي ابن أبي طالب فقال له: يا عمرو! إنك قد كنت عاهدت الله بما يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه، قال له: أجل، قال له علي: فإني أدعوك إلى الله وإلى رسوله وإلى الإسلام! قال: لا حاجة لي بذلك» انظر الطبري أيضا.
(٦) في الطبري والسيرة: النزال.
(٧) من الطبري، وفي السيرة «خيلهم» .
(٨) سورة ٣٣ آية ٢٥.
(٩) كذا، ولعله «الأنصاري» ، وفي الإصابة ٥/ ٣٠٣ «كعب بن زيد بن قيس بن مالك بن كعب بن حارثة ابن دينار بن النجار الأنصاري ... » .
(١٠) وقع في ف «سهد» مصحفا.
(١١) في ف: أنيس، والتصحيح من المغازي ١/ ٤٩٥ والإصابة ١/ ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>