للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجهها بجلبابها، وما كلمها حتى أناخ راحلته فوطىء على يدها، فقامت إليه فأركبها وانطلق يقود الراحلة حتى أتى الجيش فوجدهم موغرين «١» في نحر «٢» الظهيرة، فهلك «٣» فيها من هلك «٤» ، وكان الذي كبره «٥» عبد الله بن أبي بن سلول، فلما قدموا المدينة لبثت عائشة شهرا والناس يخوضون في قول أصحاب الإفك وهي لا تشعر بشيء من ذلك، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها فيسلم عليها ويقول: «كيف تيكم» ؟ وينصرف، وكان تراها «٦» ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت «٧» ذات ليلة مع أم مسطح قبل المناصع «٨» وكانت متبرزهم قبل أن تتخذ الكنف، فلما فرغتا «٩» من شأنهما عثرت أم مسطح في مرطها فقالت: تعس مسطح! فقالت لها عائشة: بئس ما تقولين! تسبين رجلا من أهل بدر! فقالت: أي هنتاه! ألم تسمعي «١٠» ما قال؟ قالت عائشة: لا، فأخبرتها بقول أهل الإفك فازدادت مرضا، فلما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: ائذن لي أن آتي إلى أبوي، أذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا أبتاه! ماذا يتحدث الناس؟ قال: يا بنتي! هوني عليك، فو الله لقلّ «١١» ما كانت امرأة قط


(١) أوغر القوم: دخلوا في وقت الوغرة، والوغرة: شدة توقد الحر، يقال: لقيته وفي وغرة الهاجرة، أي حين توسط الشمس السماء.
(٢) نحر النهار أو الشهر: أوله.
(٣) من صحيح البخاري، وفي الأصل «فهلط» .
(٤) من صحيح البخاري، وفي الأصل «هلط» .
(٥) أي كبر الإفك على عائشة رضي الله عنها.
(٦) في ف «يريبها» كذا.
(٧) وفي الطبري «قالت: وكنا قوما عربا لا نتخذ في بيوتنا هذه الكنف التي تتخذها الأعاجم نعافها، ونكرهها، إنما كنا نخرج في فسح المدينة وإنما كان النساء يخرجن كل ليلة في حوائجهن فخرجت ليلة- الحديث» .
(٨) في معجم البلدان: المواضع التي تتخلى فيها النساء لبول ولحاجة» .
(٩) في الأصل «فرغا» خطأ.
(١٠) في الأصل «تسمع» كذا.
(١١) في الطبري «قل» .

<<  <  ج: ص:  >  >>