للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يكون بين الأوس والخزرج قتال «١» بهذه الكلمة، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا، وبكت عائشة يومها ذلك كله، «٢» فبين أبواها جالسين عندها وهي تبكي إذا استأذنت عليها «٢» امرأة من الأنصار، فأذنت لها، فجلست تبكي معها؛ ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس ثم تشهد حين جلس ثم قال: «أما بعد! يا عائشة! فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك «٣» الله، «٤» وإن كنت ألممت بذنب «٤» فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف ثم تاب تاب الله عليه» ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص «٥» دمعي حتى [ما] «٦» أحسست «٧» منها بقطرة وقالت لأبيها: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال، فقال أبو بكر: والله! ما أدري ما أقول! فقالت لأمها: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال، فقالت: والله! ما أدري ما أقول! فقالت عائشة! إني والله لقد علمت أنكم سمعتم هذا الحديث حتى استقر في نفوسكم وصدقتم! فلو قلت لكم: إني بريئة «٨» ، لا تصدقوني بذلك، وإن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لا تصدقوني، والله! ما أجد لي ولكم مثلا


(١) في الأصل: فقال.
(٢- ٢) كذا في ف، ولعله: فبينما؛ وفي الطبري ٣/ ٧٩ «عندي أبوي وعندي» ولفظه كما يلي «ثم دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي أبوي وعندي امرأة من الأنصار وأنا أبكي وهي تبكي معي فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «يا عائشة! إنه قد كان ما بلغك من قول الناس فاتقي الله، وإن كنت قارفت سوءا مما يقول الناس فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده» ، قالت: فو الله ما هو إلا أن قال ذلك تقلص دمعي حتى ما أحس منه شيئا وانتظرت أبوي أن يجيبا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يتكلما، قالت: وأيم الله! لأنا كنت أحقر في نفسي وأصغر شأنا من أن ينزل الله عز وجل في قرآنا يقرأ به في المساجد ويصلى به ولكني أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا يكذب الله به عني ما يعلم من براءتي أو يخبر خبرا» .
(٣) في الأصل «فسيريك» كذا.
(٤- ٤) وفي الطبري «وإن كنت قارفت سوءا» .
(٥) في الطبري «تقلص» .
(٦) زيد من الطبري.
(٧) في ف «أحسب» كذا، وفي الطبري «حتى ما أحس منه شيئا» .
(٨) من الطبري، وفي ف «برية» .

<<  <  ج: ص:  >  >>