للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجيش قالوا: محمد والله والخميس! وأدبروا هرابا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله أكبر الله أكبر! خربت خيبر! إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» ! فخرج مرحب اليهودي من الحصن يرتجز «١» ويطلب البراز، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لهذا» ؟ «٢» فقال محمد بن مسلمة «٢» : أنا يا رسول الله «٣» ! فلما دنا أحدهما من صاحبه بادر مرحب بالسيف، فاتقاه «٤» محمد بن مسلمة بدرقته، فوقع سيفه فيها وعضّت به الدرقة فأمسكت «٥» ، فضربه محمد بن مسلمة فقتله، ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا «٦» يقاتل فمر ورجع ولم يكن فتحا «٧» ، ثم بعث آخر يقاتل فمر ورجع ولم


(١) زيد في الطبري: ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرّب
أطعن أحيانا وحينا أضرب ... إذا الليوث أقبلت تحرّب
كان حماي للحمى لا يقرب
(٢- ٢) في الطبري «فقام محمد بن مسلمة فقال» .
(٣) في الطبري «أنا له يا رسول الله أنا والله الموتور الثائر! قتلوا أخي بالأمس، قال: «فقم إليه، اللهم! أعنه عليه» ، فلما أن دنا كل واحد منهما من صاحبه دخلت بينهما شجرة عمرية من شجر العشر، فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه، فكلما لاذ بها اقتطع بسيفه منها ما دونه منها حتى برز كل واحد منهما لصاحبه وصارت بينهما كالرجل القائم ما بينهما فنن» .
(٤) من الطبري، وفي ف «فألقاه» .
(٥) وفي الطبري «فأمسكته» .
(٦) في ف «رجالا» كذا.
(٧) زيد في الطبري «ثم خرج بعد مرحب أخوه ياسر يرتجز ويقول:
قد علمت خيبر أني ياسر ... شاك السلاح بطل مغاور
إذا الليوث أقبلت تبادر ... وأحجمت عن صولتي المغاور
إن حماي فيه موت حاضر
عن هشام بن عروة أن الزبير بن العوام خرج إلى ياسر فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب: أيقتل ابني يا رسول الله؟ قال: بل ابنك يقتله إن شاء الله! فخرج الزبير وهو يقول:
قد علمت خيبر أني زبّار ... قرم لقوم غير نكس فغرار
ابن حماة المجد وابن الأخيار ... ياسر لا يغررك جمع الكفار
فجمعهم مثل السراب الجرّار
ثم التقيا فقتله الزبير» .

<<  <  ج: ص:  >  >>