للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شهركم هذا في بلدكم هذا! ألا! كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موضوعة؛ فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف؛ وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي إن اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم تسألون عني فماذا أنتم قائلون» ؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بأصبعه السبابة يرفعها «١» إلى السماء: «اللهم اشهد» ! ثم أذن وأقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئا، ثم ركب حتى أتى الموقف فجعل «٢» بطن القصواء «٢» إلى الصخرة وجعل جبل المشاة «٣» بين يديه واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا- والمسلمون معه- حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا. ثم أردف أسامة بن زيد خلفه ودفع [رسول الله] «٤» صلى الله عليه وسلم وقد «٥» شفق للقصواء «٥» الزمام ويقول بيده اليمنى: «أيها الناس السكينة! كلما أتى جبلا من الجبال أرخى لها قليلا «٦» حتى تصعد» ، فلما أتى المزدلفة صلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا، ثم اضطجع حتى طلع الفجر وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء «٧» حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة ودعا وكبر وهلل، ثم لم يزل واقفا حتى أسفر جدا، ثم دفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس «٨» حتى أتى محسر فسلك الطريق الوسطى التي «٩» تخرج إلى


(١) من صحيح مسلم، وفي الأصل: يرفعهما.
(٢- ٢) في الأصل: باطن القصوى، والتصحيح بناء على الصحيح.
(٣) من الصحيح، وفي الأصل: المشا.
(٤) زيد من الصحيح.
(٥- ٥) من الصحيح، وفي الأصل: شق للقصوى.
(٦) من الصحيح، وفي الأصل: فقيلا.
(٧) من الصحيح، وفي الأصل: القصوى.
(٨) وفي الصحيح هنا زيادة فراجعه.
(٩) من الصحيح، وفي الأصل: الذي.

<<  <  ج: ص:  >  >>