للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول: إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فارفدوه، ولا يقبل [الثناء] «١» إلا من مكافىء، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوره «٢» فيقطعه بنهي أو قيام.

قال: وسألته: كيف كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان سكوته على أربعة: على الحلم [والحذر] «١» والتقدير والتفكر، فأما تقديره ففي «٣» تسوية النظر والاستماع بين الناس. وأما تفكره ففيما يبقى ويفنى، وجمع له الحلم في الصبر فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه، وجمع له الحذر في أربعة: أخذه بالحسن ليقتدي به، وتركه القبيح ليتناهى عنه، وإجهاده «٤» الرأي فيما يصلح «٥» أمته، والقيام فيما [يجمع] «١» لهم فيه خير الدنيا والآخرة.

قال أبو حاتم: قد ذكر جمل ما يحتاج إليه من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه وأيامه وهجرته إلى أن قبضه الله إلى جنته، ثم إنا ذاكرون بعده الخلفاء الأربعة «٦» بأيامه وجمل «٧» ما يحتاج إليه من أخبارهم ليكون ذلك طريقا للمتأسين بهم إذ «٨» المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر بذلك الحديث حيث قال: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي [و] «٩» عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور! فإن كل محدثة بدعة [وكل بدعة] «٩» ضلالة» - جعلنا الله وإياكم من المتبعين «١٠» لسنته المبادرين «١٠» إلى لزوم طاعته، إنه الفعال لما «١١» يريد بكم.

آخر مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه ويتلوه كتاب الخلفاء إن شاء الله تعالى.


(١) زيد من المجمع.
(٢) من المجمع، وفي الأصل: يجوز.
(٣) من المجمع، وفي الأصل: فهو.
(٤) من المجمع، وفي الأصل: اجتهاده.
(٥) من المجمع، وفي الأصل: اصلح.
(٦) في الأصل: الأربع.
(٧) في الأصل: جعل، وما أثبتناه هو الأنسب للسياق.
(٨) في الأصل: إذا.
(٩) زيد من مسند الإمام أحمد ٤ ١٢٦.
(١٠- ١٠) في الأصل: لسنة المبادرون- كذا.
(١١) وقع في الأصل: لا- خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>