للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المهاجرين والأنصار يستشيرهم في عمر، منهم عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد فقال لعبد الرحمن بن عوف:

يا أبا محمد! أخبرني عن عمر، فقال: [يا] «١» خليفة رسول الله! هو والله أفضل من رأيك فيه من رجل [ولكن] «١» فيه غلظة «٢» ، فقال لعبد الرحمن بن عوف:

ذلك لأنه رآني لينا فاشتد، ولو آل إليه الأمر لترك كثيرا مما هو عليه اليوم، إني إذا غضبت على الرجل أراني الرضا عنه وإذا لنت له أراني الشدة عليه، لا تذكر يا [أبا] «١» محمد مما ذكرت لك شيئا، [قال: نعم] «١» ، ثم دعا عثمان بن عفان فقال:

يا أبا عبد الله! أخبرني عن عمر، فقال: أنت أخبر به، فقال أبو بكر: فعليّ ذلك، قال: إن علمي أن سريرته خير من علانيته، وأن ليس فينا مثله، قال: يرحمك الله يا أبا عبد الله! لا تذكر مما ذكرت لك شيئا، [قال: أفعل، فقال له أبو بكر] «١» : لو «٣» تركته ما عدوتك، و [ما أدري] «١» لعلي تاركه، والخيرة له أن لا يلي أمركم، ولوددت «٤» أني خلو من أمركم، وأني كنت فيمن مضى من سلفكم؛ ثم قال لعثمان: اكتب: هذا ما عهد عليه أبو بكر بن [أبي] «٥» قحافة إلى المسلمين، أما بعد؛ ثم أغمي عليه [فذهب عنه] «٥» فكتب عثمان: أما بعد، فقد استخلفت «٦» عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيرا، ثم أفاق أبو بكر فقال «٧» : اقرأ عليّ، فقرأ عليه ذكر عمر، فكبر أبو بكر فقال: جزاك الله عن الإسلام خيرا! ثم رفع أبو بكر يديه فقال: اللهم! وليته بغير أمر نبيك، ولم أرد بذلك إلا صلاحهم، وخفت «٨»


(١) زيد من الطبري ٤/ ٥١.
(٢) من الطبري، وفي الأصل: غلظ.
(٣) من الطبري، وفي الأصل: ولو.
(٤) من الطبري، وفي الأصل: لودرت.
(٥) زيد من الطبري ٤/ ٥٢.
(٦) من طبقات ابن سعد ج ٣ ق ١/ ١٤٢، وفي الأصل: استخلف.
(٧) من الطبقات، وفي الأصل: ثم قال.
(٨) من الطبقات وفي الأصل: خفق.

<<  <  ج: ص:  >  >>