للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعاجم يريد سعدا، وحج عمر بالناس.

فلما كانت السنة السادسة «١» عشرة أراد عمر بن الخطاب أن يكتب التأريخ، فاستشار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم من قال: من النبوة، ومنهم من قال: من الهجرة، ومنهم من قال: من الوفاة «٢» ، فأجمعوا على الهجرة، وكتب التأريخ لسنة ست عشرة من الهجرة.

فلما وصل إلى سعد بن أبي وقاص المغيرة بن شعبة سار بالمسلمين إلى رستم حتى نزل قادس «٣» [قرية] «٤» إلى جنب العذيب، وأقبل رستم في ستين ألفا من المجموع ممن أحصى [في] «٥» ديوانه سوى التبع والرقيق حتى نزل القادسية [و] «٥» بينهم وبين المسلمين جسر القادسية، وسعد في منزله وجع قد خرج به قرح شديد، فبعث رستم إلى سعد أن ابعث إليّ رجلا جلدا أكلمه «٦» ، فبعث إليه المغيرة ابن شعبة، ففرق المغيرة رأسه أربع فرق ثم عقص شعره ولبس برديه «٧» ، وأقبل حتى انتهى إلى رستم من وراء الجسر مما يلي العراق والمسلمون من الناحية الأخرى مما يلي الحجاز، فلما دخل عليه المغيرة قال له رستم: إنكم معشر العرب! كنتم أهل شقاء وجهد وكنتم تأتوننا من بين تاجر وأجير ووافد، فأكلتم من طعامنا وشربتم من شرابنا واستظللتم بظلالنا فذهبتم فدعوتم أصحابكم وجئتم تؤذوننا، وإنما مثلكم مثل رجل له حائط «٨» من عنب «٨» فرأى فيه أثر ثعلب فقال: وما


(١) في الأصل: السادس.
(٢) في الأصل: الوفات، وكتابة التأريخ هذه قد ألم بها في الطبري ٤/ ١٨٨.
(٣) من الطبري ٤/ ١٣٨، في الأصل: قارس.
(٤) زيد من الطبري.
(٥) زيد من الطبري.
(٦) من الطبري، وفي الأصل: لكلمة.
(٧) في الطبري، بردا له.
(٨- ٨) من الطبري ٤/ ١٣٨، وفي الأصل: مر فيه- كذا. وراجع أيضا الطبري ٤/ ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>