للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورماه الناس بالسهام حتى [خضب] «١» الحسن بالدماء، وتخضب «٢» محمد بن طلحة، وشج قنبر «٣» مولى عليّ؛ ثم أخذ محمد بن أبي بكر بيد جماعة وتسور الحائط من غير أن يعلم به أحد من دار رجل من الأنصار حتى دخلوا على عثمان وهو قاعد والمصحف في حجره ومعه امرأته والناس فوق السطح لا يعلم أحد بدخولهم، فقال عثمان لمحمد بن أبي بكر «٤» : والله لو رآك أبوك لساءه «٥» مكانك مني! فرجع محمد، وتقدم إليه سودان بن رومان «٦» المرادي ومعه مشقص فوجأه «٧» حتى قتله وهو صائم، ثم خرجوا هاربين من حيث دخلوا، وذلك يوم الجمعة لثمان عشرة ليلة مضت من ذي الحجة «٨» ، وكان تمام حصاره خمسة وأربعين يوما «٩» ، وكانت امرأته تقول: إن شئتم قتلتموه، وإن شئتم تركتموه! فإنه كان يختم القرآن كل ليلة في ركعة «١٠» . ثم صعدت إلى الناس تخبرهم وهمر «١١» الناس عليه فدخلوا، وأول من دخل عليه الحسن والحسين فزعين وهما «١١» لا يعلمان بالكائنة «١٢» وكانا مشغولين «١٢» على الباب ينصرانه ويمنعان الناس عنه؛ فلما «١٣» دخلوا وجدوا عثمان مذبوحا، فانكبوا عليه يبكون، ودخل الناس فوجا


(١) زيد من تاريخ الخلفاء ٦٢.
(٢) في الأصل: نخضب- كذا، وفي تاريخ الخلفاء: خضب.
(٣) من تاريخ الخلفاء، وفي الأصل: قنبره.
(٤) حينما أخذ بلحيته- كما صرح به في تاريخ الخلفاء والسياق له.
(٥) من تاريخ الخلفاء، وفي الأصل: لأساءه.
(٦) هذا كما ورد في البداية والنهاية ٧/ ١٨٥ وإلا فالمشهور: سودان بن حمران.
(٧) وأما مراجعنا فتتفق على أن الذي اجترأ عليه بالوجأ كان كنانة بن بشر.
(٨) وهذا هو المشهور- راجع البداية والنهاية ٧/ ١٩٠.
(٩) والمشهور أربعون يوما- راجع البداية والنهاية.
(١٠) راجع رواية ابن سيرين في الطبقات ٣/ ١/ ٥٣.
(١١) في الأصل: هم.
(١٢- ١٢) في الأصل: كان مشاغيل.
(١٣) في الأصل: فما.

<<  <  ج: ص:  >  >>