ونحن نشكر الأستاذ محقق الكتاب فقد بذل جهد استطاعته في تقدير الأحاديث ونسبتها إلى مصادرها التي نبهت إلى ذلك، وهي في الأعم الأغلب: إتحاف المهرة بزوائد المسانيد العشرة للحافظ البوصيري المتوفى سنة ٨٤٠هـ، ومجمع الزوائد للحافظ نور الدين الهيثمي المتوفى سنة ٨٠٧هـ، والنسخة المسندة التي هي الأصل الذي أخذت منه هذه المجردة المبتورة الناقصة.
ومهما يكن فإننا بترديد النظر في هذه المجردة قد وجدنا بها عدة تقريرات للأحاديث يمكن أن نذكر منها على سبيل المثال ما يأتي:
- الحديث رقم ٤٨٦ وهو حديث أبي الدرداء رفعه:"من مشى في ظلمة الليل إلى المسجد لقي الله بنور يوم القيامة" فيه انقطاع بين مكحول والصحابي، والحديث في المسندة ورد بالسند الذي ذكر فيه مكحول راويا عن الصحابي، وفيه يتجلى الانقطاع.
- الحديث رقم ٤٨٧ وهو حديث أبي هريرة وابن عباس قالا: جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وذكرا حديثًا طويلًاِإلى أن قال صلى الله عليه وسلم:"ومن مشى إلى مسجد من المساجد فله بكل خطوة يخطوها عشر حسنات ... " الحديث، ثم ورد تقديره في المجردة هكذا: موضوع، ولم يذكر لذلك علة.
- الحديث رقم ٤٨٩ وهو حديث أنس بن مالك قال: أقيمت الصلاة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وأنا معه، فقارب في الخطا فقال:"إنما فعلت هذا ليكثر عدد خطاي في طلب الصلاة" والتقدير لهذا الحديث: قلت: الضحاك ضعيف الحفظ، والمحفوظ في هذا موقوف على زيد بن ثابت، وقوله المحفوظ يدل على أن الحديث روي من وجه غير محفوظ وهو ما يسمى شاذًّا، والمحدثون يختلفون في قبول الشاذ.
- الحديث رقم ٤٩٠ وهو حديث أنس قال: خرجت وأنا أريد المسجد فإذا أنا بزيد بن ثابت ... الحديث، وفي تقديره قالت المجردة: فيه ضعيف، وهذا الوصف أوضحه المعلق بقوله: فيه داود بن المحير وهو ضعيف.
- الحديث رقم ٨٠٥ وهو حديث جميلة بنت سعد بن الربيع قالت: قتل أبي وعمي يوم أحد فدفنا في قبر واحد الحديث، فقد عقبت المجردة عليه بعبارة: قلت: جابر ضعيف.
على أن الحكم على جابر وهو لم يذكر أمام القارئ قليل الجدوى، إلا أنه على وجه العموم يشعر بضعف الحديث لضعف بعض رجال المسند، لكن العبارة غير محددة.
- الحديث ٨١٥ وهو للقاسم بن محمد أن أبا بكر الصديق كان إذا أعطى الرجال عطاءه قال له: هل لك مال؟ فإن قال: نعم. قال: أو زكاته ... الحديث، وتصويره التقدير هنا: