للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في مختلف علوم الإسلام، ولا سيما أولئك المبرزون في علوم السنة، الذين أحبوها وتعلقوا بها أملا في أن يكونوا ممن نوه بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها، فأداها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع".

ولقد تمثل وعي هؤلاء حقًّا للسنة النبوية الكريمة بما ظهر في شروحهم لها، وتحليلاتهم لما جاء فيها، واهتمامهم بكل ما اتصل بها متنًا وإسنادًا.

فمنذ سقطت بغداد -عاصمة الخلافة العباسية- على أيدي التتار، أخذت العلوم والمعارف تنحسر عنها وترحل إلى أقطار أخرى، وكان للديار المصرية من ذلك النصيف الأوفى، فذخرت بالعلم والعلوم طيلة القرون الثلاثة الأولى لهذا الدور، وازدهرت المدرسة المصرية في علوم الدين وما يتصل به بعامة، وفي علوم السنة وما يتعلق بها بوجه خاص.

وفي هذه الفترة من الزمان كانت مصر محكومة لدولتي المماليك البحرية والبرجية، وكان أمراء ذلك العصر يشجعون علوم الدين وعلوم السنة، حتى كان منهم من يحفظ الحديث ويرويه وكان منهم من بلغ مبلغ الإمامة فيه، حتى روى عنهم بعض أئمة الحديث وحفاظه، فهذا الحافظ ابن حجر -وهو من علمنا مكانته في علوم السنة- يسمع من السلطان المؤيد، ويترجم له في عداد مشايخه في المعجم المفهرس.

وهذه طائفة من كتب الشروح الحديثية ومؤلفيها، نوردها مرتبة على التاريخ الزمني لوفاتهم، فإذا أنعمنا فيها النظر وجدنا المؤلفات الضخمة والأسفار الكبيرة منها متمثلًا في هذا النطاق الذي نتناوله بالدراسة زمانًا ومكانًا.

أولًا: شروح البخاري

فمما عرفناه من شروح للجامع الصحيح للبخاري ما أروده صاحب كشف الظنون١ وغيره، مما نرتبه ترتيبًا زمنيًّا على النحو التالي:

١- أعلام السنن للإمام أبي سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي الخطابي، المتوفى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة٢.

٢- شرح المهلب بن أبي صفرة الأزدي، المتوفى سنة خمس وثلاثين وأربعمائة٣.

٣- شرح الإمام أبي الحسن علي بن خلف، الشهير بابن بطال، المتوفى سنة تسع وأربعين وأربعمائة٤.

٤- الأجوبة المرعبة على المسائل المستغربة من البخاري لابن عبد البر أو عمر بن عبد البر يوسف بن عبد الله بن محمد، المتوفى سنة ثلاث وستين وأربعمائة٥.


١ كشف الظنون ج١ ص٥٤٥ وما بعدها.
٢ شذرات الذهب ج٢ ص١٢٧.
٣ شذرات الذهب ج٢ ص٢٥٥.
٤ شذرات الذهب ج٣ ص٢٨٣.
٥ شذرات الذهب ج٣ ص٣١٤.

<<  <   >  >>