للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الضياء: لقيته بأصبهان ولم أسمع منه شيئًا ولم يعجبني حاله، كان كثير الوقيعة في الأئمة ثم قال: وقد رأيت منه غير شيء مما يدل على ذلك، مات سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بعد أن عاش نيفًا وثمانين سنة١.

هؤلاء هم الذين سنحت لنا الظروف ترجمتهم من مشاهير أعلام الحديث في مصر فيما قبل سقوط بغداد، وإن كان هناك الكثير غيرهم ممن كان لهم جهد كبير في دراسة السنة رواية وتدوينًا، وحفلت بهم كتب الرجال، بما كان لهم من اتصال بعلوم الحديث في مدارسه المتعددة في القاهرة والإسكندرية وغيرها، وهم يعدون بالمئات، ولم يخل منهم زمان ولا مكان على امتداد البلاد المصرية، وكانت لهم آثار ظاهرة في نقل السنة ودراستها في تلك الأجيال المتعاقبة التي سبقت تلك الفترة التي اخترنا دراسة السنة فيها، ولكنهم -كما يبدو- لم يبلغوا في الحفظ والإمامة درجة الذين ترجمنا لهم في هذا الفصل، ولم تنوه بهم كتب الرجال مثلما نوهت بهؤلاء، وإن كان كل من هؤلاء وأولئك -ممن اعتمد على حفظه أو على كتابه- قد تضافرت جهودهم على دراسة السنة ونقلها والانتفاع بها، واستمرارها تنبض بالحياة وتعج بالحركة طيلة هذه القرون.


١ تذكرة الحفاظ ج٤ ص١٤٢٠، وشذرات الذهب ج٥ ص١٦٠.

<<  <   >  >>