من المرحلة الابتدائية، على أن تكون من الأحاديث الصحيحة المختارة بما يتناسب مع سنهم وقدرتهم العلمية، وأن يفيدوا بما فيها من ثقافات إسلامية رفيعة، تدفعهم إلى الخير، وتنأى بهم عن مواطن الزلل، وتكون مادتهم العلمية في أهم أصول الإسلام بعد كتاب الله عز وجل.
وليس هذا بعسير، وفي المناهج متسع لهذا الركن الذي هو أساس الإسلام ودعامته، لو استطعنا أن نستغني عن بعض ما لا حاجة لإنفاق وقت الطلاب فيه.
بل إن على ولاة الأمور في الدولة أن يضعوا مناهج لدراسة الحديث لتلاميذ المدارس الابتدائية والإعداية، وطلاب التعليم الثانوي والجامعات، كل على حسب سنه ومستواه الثقافي، فقد جرب الأزهر مزج المناهج العامة بالمناهج الدينية في جامعته في كلياتها المدنية، فلم يحل ذلك بين الطالب وبين استكمال دراسته المدنية كزملائه في بقية الجامعات.
٦- على أن ما أوردناه فيما سبق لا يعدو أن يكون تصويرًا لبعض جوانب نشر السنة لإفادة الناس بها، وإلا فإن هناك من وسائل النشر الكثرة التي تستعملها الدولة في نشر ما تراه من توجيهات للشعب في شئونه الأخرى ما هو كفيل بأن يحقق جانبًا واسعًا في هذا السبيل، فعن طريق أئمة المساجد في المدن والقرى، وعلى موجات الأثير في الإذاعة المسموعة والمرئية، وفي الصحافة وفي النشرات التي تصدرها المؤسسات الدينية المختلفة مجال فسيح للتوجيه الإسلامي نحو السنة الكريمة، وتهيئة النفوس لها تهيئة صادقة، وهذه الوسائل مستعملة في بعض البلاد الإسلامية المعنية بالدين، فإن في كثير منها أركانًا مخصصة للسنة قراءة ودرسًا، وكتابة وبحثًا، فليكن لنا من الباعث والحافز مثل ما لهذه الأمم التي تضعنا في مركز الصدارة لها في كثير من شئون الحياة.
نسأل الله سبحانه أن يبعث في نفوس المسلمين: أفرادًا وجماعات، حكامًا ومحكومين من الهمة ما يكفل العمل على مرضاة الله في إظهار هذا الركن العظيم من أركان الإسلام حتى يعيد لهم من المجد والنصر ما شمل به أولئك الأولين الذين قاموا بواجبهم في الدعوة إلى الدين ونشر تعاليمه من الكتاب والسنة في كافة الأرجاء، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.