للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سليمان وأبي المعالي المطعم وأبي نصر بن الشيرازي والقاسم بن عساكر، وسمع بمكة على الكمال النويري والبهاء بن عقيل النحوي ومحمد بن أحمد بن عبد المعطي وأحمد بن سالم ياقوت المكي والعفيف النشاوري والجمال الأميوطي، وبالمدينة علي البدر عبد الله بن فرحون، وبالجملة فهو مكثر سماعًا وشيوخًا، ومن الأماكن التي درس فيها الحديث المدرسة الظاهرية البيبرسية، والقانبهية والقراسنقرية وجامع طولون والفقه الفاضلية والجمالية الناصرية مع مشيخة التصوف بها، ومسجد علم دار، وحدث في بعض مناطق من ضواحي القاهرة وغيرها كإمبابة وساقية مكي والجزيرة الوسطى والمكان المعروف بالسبع وجوه وطنان وغيرها من القليوبية ومنوف، بل وببعض مناهل الحجاز كالينبوع، وتوفي رحمه الله في مكة -مبطونًا بعد مجاورته بها ثلاث سنين- في ظهر يوم الثلاثاء سنة ست وعشرين وثمانمائة١.

٧- البوصيري:

شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن قايماز بن عثمان بن عمر الشهاب أبو العباس الكتاني البوصيري القاهري الشافعي، ولد في المحرم سنة اثنتين وستين وسبعمائة بأبو صبر من الغربية، ونشأ بها فحفظ القرآن أثناء وجوده ببوصير على الشيخ عمر بن الشيخ عيسى، ثم انتقل إلى القاهرة فأخذ الفقه وطرفًا من النحو، وسمع دروس العز بن جماعة في المنقول والمعقول، وسمع الكثير من جماعة منهم التقي بن حاتم والتنوخي والبلقيني والعراقي والهيثمي، وازدادت عنايته بالحديث فلازم فيه الحافظ العراقي على كبر كثيرًا، وولده ولي الدين كما لازم الحافظ ابن حجر، وسمع منه الفضلاء كابن فهد، ومات وقت الزوال من يوم الأحد السابع عشر من المحرم سنة أربعين وثمانمائة، ودفن بتربة طشتمر الدوادار٢.

٨- الحافظ ابن حجر:

شيخ الإسلام الإمام شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الكناني العسقلاني ثم المصري إمام الحفاظ في زمانه، ولد في الثاني عشر من شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بمصر العتيقة، ونشأ بها يتيمًا في كنف أحد أوصيائه الزكي الخروبي فحفظ القرآن وهو ابن تسع عند الصدر السفطي شارح مختصر التبريزي، كما حفظ العمدة وألفية الزين العراقي والحاوي الصغير ومختصر ابن الحاجب والملحة وغيرها، وبحث في صغره -وهو بمكة مع وصيه- العمدة على الجمال بن ظهيرة، ثم قرأ بالقاهرة على الصدر الأبشيطي شيئًا من العلم، ولازم كثيرًا من الشيوخ لتحصيل بعض العلوم كالفقه والعربية والحساب، كما لازم العز بن جماعة في العلوم التي كان يقرئها، وحضر دروس قنبر العجمي، ثم دروس الهمام الخوارزمي وأخذ عن البدر بن الطنبدي وابن الصاحب والشهاب أحمد بن عبد الله البوصيري وعن الجمال المارداني، وأخذ اللغة عن المجد صاحب القاموس، والعربية عن الغماري والمحب بن هشام، والأدب والعروض ونحوهما عن البدر البشتكي، والكتابة عن أبي علي الزفتاوي والنور البدماصي


١ شذرات الذهب ج٧ ص١٧٣ والضوء اللامع ج١ ص٣٣٦ والبدر الطالع ج١ ص٧٢.
٢ شذرات الذهب ج٧ ص٢٣٣ والضوء اللامع ج١ ص٢٥١.

<<  <   >  >>